قال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي إن حالة الطوارئ المفروضة في الجزائر منذ 19 عاما سترفع خلال أيام مما يهدئ المخاوف من امكانية تصاعد الاحتجاجات الأخيرة في البلاد مثل ما حدث في تونس ومصر. وحالة الطوارئ مفروضة في الجزائر منذ عام 1992 والحكومة واقعة تحت ضغط لإلغائها من المعارضين الذين استلهموا الانتفاضتين في مصر وتونس.وقال مدلسي أمس في مقابلة مع راديو أوروبا 1 الفرنسي "خلال الأيام المقبلة سنتحدث عنها (حالة الطوارئ) كما لو كانت شيئا من الماضي. وأضاف مدلسي "هذا يعني أن الجزائر ستعود إلى العمل بالقانون بما يسمح بحرية التعبير كاملة في حدود القانون."إلا أنه أشار إلى أن الحكومة قد تكون مستعدة لتقديم تنازلات قائلا "تغيير الحكومة أمر يقرره الرئيس الذي سيقيم كما فعل في الماضي امكانية اجراء تعديلات مثلما حدث من قبل." وقال "الجزائر ليست تونس ولا مصر." وخرج مئات المحتجين إلى شوارع الجزائر العاصمة يوم السبت الماضي فيما قالت جماعات معارضة إنها ستتظاهر في مطلع كل أسبوع حتى يتم تغيير الحكومة. وأثار الاستياء جراء البطالة وارتفاع أسعار الغذاء أعمال شغب في بداية يناير الماضي في شتى أنحاء البلاد ولكن ليست هناك مؤشرات حتى الآن على أن هذا يتحول إلى حركة سياسية. وتظاهر حوالي 2000 شخص السبت في وسط العاصمة الجزائرية للمطالبة بتغيير النظام، لكن قوات الامن منعت مسيرتهم بالاستعانة بحوالي 30 ألف شرطي قاموا باعتقال 300 شخص حسب الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان و14 حسب وزارة الداخلية.ودعت التنسيقية الوطنية للتغيير والديموقراطية التي نظمت مسيرة السبت، الى مسيرة اخرى يوم السبت المقبل 19 فبراير بالجزائر العاصمة.والتنسيقية الوطنية للتغيير والديموقراطية التي تضم احزابا معارضة ومنظمات من المجتمع المدني ونقابات غير رسمية، نشأت في 21 يناير في غمرة اعمال شغب وقعت في بداية العام واوقعت خمسة قتلى واكثر من 800 جريح.وهي تطالب بتغيير النظام وتندد بما تصفه ب "الفراغ السياسي" الذي يهدد المجتمع الجزائري "بالانفجار".على حد زعمها. وكان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة اعلن في بداية فبراير الجاري أنه امر الحكومة باتخاذ الاجراءات اللازمة لرفع حالة الطوارئ المعمول بها في الجزائر منذ 19 سنة لمكافحة عنف الجماعات الاسلامية المسلحة. وفي باريس اعتبرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية أمس أن “الظروف التي أدت إلى إسقاط مبارك وبن علي تسود أيضا في الجزائر ، بل أكثر سوءا"وذكرت الصحيفة أن "يأس الشباب الجزائري ، الذين لم يبق لديهم سوى البطالة أو المنفى ، أكبر بكثير من أقرانهم في الدول العربية الأخرى" مشيرة الى أن "فساد بعض العسكريين وعائلاتهم يشابه على الأقل فساد عائلة بن علي" وفي برلين دعا وزير الخارجية الالماني جيدو فيسترفيلي الحكومة الجزائرية الى عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين الذين يمارسون "حقا انسانيا" في التعبير عن ارائهم،