أكد الدكتور عبدالله الوشمي رئيس النادي الادبي بالرياض ل “الرسالة” أن الإعلام الجديد هو سيد الموقف بالنسبة لمخاطبة الشباب من العلماء والمفكرين والمثقفين، وأضاف أن “الفيس بوك” و“تويتر” والشبكات الاجتماعية هي المحرك الآن للشباب، وحذر د. الوشمي من توسعة الهوة بين العلماء والمفكرين من جانب والشباب من جانب آخر، وقال: ربما يكون المدخل الرئيس هو ضرورة الوعي بالفارق الثقافي بين الأجيال، فالسنوات التي تفصل الشاب عن والده، مهما زادت، فإنها لا تخفي فارقًا ثقافيًا واسعًا، ولكن فارق السنوات التي تفصل عن الابن، مهما تضاءلت، وإنها تخفي فارقًا ثقافيًا هائلًا. وقال د. الوشمي: إن الواقع الذي يمكنني الجزم به هو أن النخبة من علماء ومثقفين ومفكرين وتربويين لم يتناغموا مع هذه المسارات الفكرية، فغالبيتهم بعيدون عن نبض الشباب التقني، وكل رسائلهم الفكرية إلى الشباب لا تصل إليهم، وذلك لأنهم اختاروا الوسائل الإعلامية التي لا يجد فيها الشباب تطلعاتهم، حيث إن من النخبة مَنْ لا يتقن التعامل مع التقنية، ومنهم من يرى أن “الفيس بوك” و“تويتر” وأمثاله هو نمط ترفيهي فحسب، أو أنه محصور على صغار السن فقط، ومنهم من يمتلئ طهرانية عوراء، ويرى فيه مزلقة إلى الشر، ويغفل عن أنه بوابة كبرى تمتلئ بالجميع. وأضاف د. الوشمي قائلا: إن هذا يؤكد أن عصرنا هو عصر إعلامي حاد، ولا يُكتفى فيه بالصيغ الإعلامية التقليدية، وإنما الإعلام الجديد هو سيد الموقف، بما يحمله من تفاعل ومشاركة في صناعة الحدث والمناقشات التي تضطرم فيه وحوله، ويستطيع شاب في مراحل تعليمه الأولى أن يعيد ترتيب المشهد الثقافي برسومات متحركة، وتعليقات تصطاد الحدث الثقافي والاجتماعي، ومن خلال حركة الإعلام الجديد يجد من الأصدقاء والمتفاعلين ما يزيد على القنوات الرسمية. وقال الوشمي: إنني هنا لا بد أن أحتفي بجهود واضحة لأسماء بارزة دخلت مبكرًا عالم الانترنت وفضاءات التقنية الحديثة، ولكنهم لايشكِّلون ظاهرة. وأما المؤسسات فلا شك أن واقعها أقل بكثير من مستوى الطموح، وإذا كنا نعذرهم على مستوى عدم القدرة على الانفتاح على جميع الخيارات الإعلامية، فإنه لا يجوز عدم الحضور فيها جميعا، ويمكن أن تسند إلى أقسام العلاقات العامة والإعلام، لتقوم بالتواصل الإلكتروني، وهذا يسهل لنا مرحلة الانتقال إلى الحكومة الإلكترونية، ويتيح أن نلتقط النبض الحقيقي للشباب، وهم الشريحة الأكبر في مجتمعنا، تجاه مؤسسات الوطن وبرامج التنمية، ولعلنا نسعد قريبا بأن نجد لإمارات المناطق وأمانات المدن إضافة إلى الوزارات حضورا فاعلا في الفيس بوك والتويتر واليوتيوب وغيرها، فلقد انتهى عصر الصندوق الخشبي للاقتراحات والشكاوى الذي يعلق في جدران المؤسسة، وأصبح الصندوق الحقيقي هو ما يتم تداوله في الفضاء الإلكتروني، وسيتحول إلى صندوق أسود حين لا يتم التناغم مع متطلبات المرحلة،