حذر عدد من الأطباء والمسؤولين الصحيين من حدوث كارثة بيئية تؤدى إلى انتشار الأمراض في مدينة جدة نتيجة عدم التخلص من بقايا كارثة السيول وما خلفته من آثار ضارة وسط الأحياء، خاصة ما يتعلق بالمياه الملوثة الراكدة إثر اختلاطها بمياه الصرف الصحي والغبار والنفايات، رغم مرور أسبوعين على الكارثة. أمراض معدية وخطيرة توقع مدير إدارة الأمراض المعدية بوزارة الصحة الدكتور أحمد ناصر خليدي انتشار العديد من الامراض في مرحلة ما بعد كارثة سيول قبل الأربعاء الماضي، ما لم تتخذ الإجراءات اللازمة الوقائية والعلاجية كافة، والتخلص من المياه الملوثة والغبار وتنقية الخزانات وتعقيمها. وذكر أن المياه الملوثة والغبار قد يسببان أمراضا معدية وخطيرة مثل الكوليرا أو السنمويللا والتيفوئيد وأمراض الجهاز الهضمي والتسمم الغذائي. وأكد أن إدارته لم تسجل أية حالة معدية حتى الآن، لافتا إلى أنه يجري اتصالاته لمتابعة الوضع عن كثب. وأضاف: هناك أمراض نتيجة التسمم الغذائي وتلوث الخضار والطماطم، وتسبب البكتريا والأمراض والإسهال والجفاف وحمى الضنك، والقولون. الربو والحساسية وحذر الدكتور صالح الحربي استشاري أمراض صدرية وحساسية أطفال من أن الغبار الذي خلفته سيول الأربعاء الماضي على جدة يمكن أن يتسبب في تهيج نوبات الربو والأمراض الصدرية، أو ظهور أنواع من الحساسية كحساسية الأنف أو الالتهابات الرئوية، حيث ينتج عن هذه الأمراض بعض الأعراض على المرضى من أبرزها ارتفاع درجة حرارة الجسم وقصور في وظائف الرئة إذا حدث قصور في الجهاز التنفسي والذي قد يحتاج إلى تنفس صناعي أو تسبب عطل في نظام الأكسدة. وأفاد د. الحربي أن هذه المياه الملوثة تسبب بأزمات صدرية وربو نتيجة الروائح المنبعثة منها، مؤكدا ضرورة معالجتها والتخلص منها في أقرب وقت ممكن. من جانبه قال الدكتور وليد الغامدي استشاري أمراض جلدية: تجمع المياه الملوثة والأبخرة التي تخرج منها المواد الكيميائية كالفسفور والكبريت، تؤثر على الجلد والالتهابات الجلدية وهي نوع من أنواع الحساسية التلامسية التي تسبب احمرارا في الجلد والعين وتسبب ارتكاريا لا يستطيع المصاب بها أداء أي عمل، وهي تتطور إلى أن تعوق التنفس، حيث تسبب انسدادا في الحلق، وانتفاخا في الأغشية المخاطية. ونبه د. الغامدي إلى خطورة الخوض في المياه الآسنة أو مياه الأمطار المختلطة بمياه الصرف الصحي والنفايات، تحاشيا لدخول البكتيريا إلى الجلد. النزلات المعوية والكوليرا بدورها حذرت الدكتورة صفية الشربيني استشارية أمراض الباطنية والغدد الصماء والسكري من أمراض الجهاز الهضمي والنزلات المعوية والكوليرا نتيجة تجمع مياه الأمطار والسيول مع مياه الصرف الصحي واختلاطها بالنفايات والغبار. وأوضحت أن المياه الملوثة تسبب أمراض الإسهال والنزلات المعوية الأمراض الجرثومية، وقد تؤثر على الكبد بفعل المواد السامة فيها.