قضى 20 شخصا على الأقل في تبادل لاطلاق النيران بين جنود سودانيين في بلدة بجنوب البلاد، وفقا لما ذكره الجيش السوداني. وحذر الجيش من أن هناك خطرا لوقوع مزيد من الاشتباكات مع تقسيم البلاد قواتها قبل استقلال الجنوب. واندلع قتال بقذائف المورتر ونيران المدافع الرشاسة في ملكال يومي الخميس والجمعة عندما رفض جزء من وحدة عسكرية اعادة الانتشار بأسلحتهم في الشمال قبل الاستقلال المتوقع لجنوب السودان. وصوتت أغلبية ساحقة في الجنوب المنتج للنفط لصالح الانفصال عن الشمال في استفتاء جرى الشهر الحالي، وفقا لنتائج أولية صدرت الأسبوع الماضي. وجرى التعهد باجراء الاستفتاء في اتفاق سلام تم التوصل إليه عام 2005 والذي أنهى حربا أهلية استمرت لعقود من الزمان بين الشمال والجنوب. وما زال يتحتم على الزعماء الشماليين والجنوبيين وضع اللمسات النهائية حول كيفية تقسيم المعدات العسكرية والقوات الأمنية، وكذلك عائدات النفط والديون قبل استقلال الجنوب المتوقع في التاسع من يوليو. ويخشى كثيرون عودة التوترات خلال فترة المفاوضات. وقال فيليب أجوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان: ارتفع عدد القتلى في ملكال، ويمكن أن يتغير ذلك في أي لحظة. عمليات البحث مستمرة وهناك الكثير من المصابين... الجانبان يطلقان قذائف مورتر ونيران مدافع رشاشة. وصرح مسؤولون أمس الأول أن بين القتلى طفلين وسائقا سودانيا يعمل لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وتطوف في ملكال دوريات عسكرية مشتركة من القوات المسلحة السودانية من الشمال والجيش الشعبي لتحرير السودان من الجنوب. وقال أجوير: من المفترض أن تعود القوات المسلحة السودانية للشمال ويبقى الجيش الشعبي لتحرير السودان في الجنوب. وما يعقّد العملية هو أن وحدة القوات المسلحة السودانية تضم العديد من الجنود الجنوبيين من ميليشيا كانت تقاتل مع الشمال أثناء الحرب الأهلية. وتابع أن هؤلاء الجنود الجنوبيين في صفوف القوات المسلحة السودانية هم من يقاومون اعادة الانتشار في الشمال وبدأوا في تبادل اطلاق النيران مع أفراد آخرين بنفس الوحدة في القوات المسلحة. وأضاف: هذا القتال يمكن أن يحدث في أي مكان ضمت فيه القوات المسلحة ميليشيات سابقة. هم ليسوا جنودا حقيقيين ولا يفهمون الترتيبات. وأوضح أن الجيش الشعبي لتحرير السودان أقام منطقة عازلة بين الجانبين وأن أحد جنود الجيش الشعبي قتل جراء تبادل اطلاق النيران. وذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في بيان أن العاملين بها وقفوا دقيقة حدادا على السائق جون جيمس أوكواث (26 عاما) الذي توفي في المستشفى أمس بعد اصابته بالرصاص في الصدر. إلى ذلك، قال حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان: إن الاتصالات والمشاورات مستمرة مع الأحزاب السياسية حول مقترح الحكومة ذات القاعدة العريضة. وأكد وزير الإعلام القيادي في الحزب الدكتور كمال عبيد أن كافة الردود التي تلقوها من الأحزاب لا تتضمن أي رفض من حيث المبدأ، مبينا أن اتصالاتهم في هذا الأمر ترمي إلى تطوير الفكرة والجلوس حول كافة القواسم المشتركة التي تدعمها بما يحقق المشاركة للأحزاب دون إبعاد لرغبة ودون إقصاء لرأي، وقال: لن نعزل أي حزب يود المشاركة. وأشار عبيد أن مقترح حكومة القاعدة العريضة الذي تقدم به الرئيس السوداني رئيس الحزب، يهدف إلى توافق القوى السياسية على إجماع للرأي حول القضايا الوطنية وكيفية إدارة الحكم الراشد خلال المرحلة القادمة، مؤكداً أن المشاورات والاتصالات لا زالت مستمرة.