قال الضمير المتكلم: أعزائي تذكرون نكتة الموسم التي سبق وأن طرحت هنا في (ديسمبر الماضي)؟ وهي أن أمانة المدينةالمنورة -سلمها الله- سوف تستعين بالكمبيوتر والليزر لمعرفة عيوب مشاريع الطرق، حيث أعلنت يومها عبر وسائل الإعلام، أن تنفيذ أعمال صيانة الطرق سيستخدم الليزر والحاسب الآلي في كافة أعمال الصيانة. فقد تعاقدت الأمانة مع أحد المكاتب الاستشارية المتخصصة في هذا المجال، للقيام بتشغيل النظام لمدة (36 شهرًا) يتم من خلالها مسح عيوب كامل شبكة طرق وشوارع منطقة المدينةالمنورة! نعم يومها ضحكنا كثيرًا على تلك الطرفة؛ لأن عيوب الطرق، وسوء تنفيذها في طيبة الطيبة يراها الأعمى، ويكتوي بنارها المواطن والزائر صباح مساء، وفي كل الأماكن والأحياء والاتجاهات، فليس بحاجة إلى إهدار عدة ملايين في برنامج وتعاقد وهمي..! أمّا الجديد اليوم فهو ما نشرته صحيفة الحياة (الثلاثاء 25 يناير الماضي)، حيث بثّت خبرًا، نصه: (قررت أمانة منطقة المدينةالمنورة تشكيل لجنة خاصة تراقب عيون الطرق والهبوطات فيها.. بهدف تقديم خدمات بلدية مميزة للسكان، فقد أوضح وكيل الأمين للمشاريع المهندس طارق بن درويش ديولي أن أعضاء اللجنة تم تشكيلهم من وحدة صيانة الطرق، والأنفاق، والجسور، والإدارة العامة للتشغيل والصيانة، ومكتب تنفيذ المشاريع، إضافة لمشاركة عدد من البلديات الفرعية.. وأبان أن مهمات اللجنة تتمثل في الوقوف على عيوب الطرق والهبوطات التي تظهر على شبكة الطرق الداخلية ومعاينتها، وتقدير الإجراءات اللازمة لعلاجها). تفكّهوا.. ابتسموا.. اضحكوا مرة أخرى، فيبدو أن ذلك المشروع تعطلت كمبيوتراته وليزراته، أو فشل بالإحاطة بعيوب طرق المدينة لكثرتها وغرابتها، ولذا شكلت لجنة بشرية من المرجح أن تكون دائمة، ولها الكثير من خارج الدوام، والبدلات. وهنا أقول لكبار مسؤولي أمانة المدينة: كفاية مشروعات، ولجان صورية، وكفاية تصريحات، المسألة لا تحتاج إلى ليزر أو لجان، فهذا تكرار مني لدعوتي المجانية لكم برحلة على (وانيت «دِدْسِن» غمارتين) للتجوال في المدينة، وفي أي حي، أو طريق تختارونه، فإذا وجدنا طريقًا سليمًا من المرض، فَلَكُم مني (عشاء، وحاشي على الماشي). ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة. [email protected]