طالب المجلس البلدي في جدة امس بشركات عالمية لإنهاء مشاريع تصريف السيول مؤكدا أن الحلول المؤقتة التي جرى تنفيذها في مخطط أم الخير غير كافية، وطالب المجلس باستكمال السدود الجاري تنفيذها حاليا وسرعة إنجاز شبكات التصريف الحالية، وكان رئيس وأعضاء المجلس البلدي بجدة استبقوا جلستهم الاعتيادية رقم (77) أمس بجولة جوية على متن طائرة عمودية (هيلكوبتر) تابعوا خلالها الآثار التي خلفتها سيول الأربعاء الماضي، وسجلوا ملاحظاتهم ومقترحاتهم قبل الجلوس على طاولة واحدة مع مسؤولي أمانة المحافظة على مدار (4) ساعات طالبوا خلالها بالتعاقد مع شركات عالمية لإنهاء الصداع المزمن لسكان العروس مع مخاطر السيول وتصريف مياه الأمطار. وشهدت الجلسة التي ترأسها حسين بن علوي باعقيل رئيس المجلس بحضور نائبه المهندس حسن الزهراني مناقشات ساخنة بشأن السد الاحترازي لمخطط أم الخير وأكد باعقيل أن الجلسة شهدت في البداية استعراضاً للجهود التي بذلتها لجنة درء مخاطر الأمطار والسيول، حيث تحدث المهندس حسن الزهراني عن الجولات الميدانية التي قاموا بها لمختلف أحياء جدة المتضررة من السيول، وعرض العضو بسام أخضر فيلماً تسجيلياً يروي قصة انهيار السد الاحترازي في مخطط أم الخير السكني،وكشف خلاله أن وجود سيارات جرفها السيل أدى إلى غلق فتحة تصريف المياه، الأمر الذي أدى بدوره إلى ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير والضغط بقوة على السد الاحترازي الذي لم يشهد أي تحسينات على مدار (40) عاماً. وأضاف طرح الأعضاء مختلف ملاحظاتهم وتساؤلاتهم أمام المهندس خالد عقيل نائب أمين جدة الذي أشار من جانبه أن الارتفاع الكبير لمنسوب المياه خلال السيول الأخيرة كان فوق كل احتمال، و لم تنجح الفتحات الصغيرة في استيعاب الكميات الكبيرة الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأمطار بنسبة (5) أمتار في مخطط النخيل، وأكد أن المشكلة ليست في سد أم الخير فقط، بل في عدم حماية جدة من السيول المنقولة، وأن السيول التي تداهم المدينة تتسبب في أضرار كبيرة لأحياء شرق الخط السريع وطريق الحرمين، كما أشار إلى أن المضخات الموجودة في الأنفاق لم تستوعب كمية الأمطار الأخيرة بسبب المياه المنقولة إليها، واستشهد بنفق طريق الملك فهد مع شارع الأمير بن عبد العزيز الذي لم يتأثر بشكل كبير من الأمطار بسبب عدم وجود مياه أمطار منقولة. واتفق أعضاء المجلس مع نائب الأمين حسب باعقيل على ضرورة تنفيذ الأوامر السامية بإيجاد حلول شاملة لتصريف مياه الأمطار والسيول في جدة عبر حماية المدينة من السيول المنقولة من الشرق مابين سدود وحواجز، وتنفيذ مشاريع شبكات تصريف المياه داخل المدينة، خصوصاً أن الإحصاءات أثبتت أن الأمطار التي هطلت خلال العام الجاري لم تشهدها جدة منذ (15) عاماً بهذا المعدل حيث وصلت إلى (250) مليمترا، بسبب التغير المناخي الكبير .وشهدت الجلسة عرضاً من الأمانة عن الطاقة الاستيعابية للشبكة الموجودة حالياً، وأكد المهندس خالد عقيل أنه في حال تكرار الأمطار بعد أسبوع ستعاني جدة من نفس المشكلة بسبب عدم كفاية المشروعات الحالية، واوصى المجلس بإسناد درء مخاطر السيول وشبكة التصريف في محافظة جدة إلى وزارة المالية ووزارة الشؤون البلدية والقروية باختيار أحد المكاتب الاستشارية العالمية المتخصصة لاجراء دراسة شاملة بهذا الشأن يذكر أن المجلس البلدي قام بجولة ميدانية جوية صباحاً ضمت رئيس المجلس ونائبه والأعضاء الدكتور طارق فدعق و بسام أخضر والمهندس محمد أبو داود ، برفقة مساعد المدير العام للدفاع المدني اللواء محمد القرني، وشملت مخطط أم الخير وحي التوفيق والسامر والسد الاحترازي وبحيرة الصرف ومجرى السيل الشمالي من الشرق حتى الغرب وحي البغدادية وبني مالك وغليل وطريق فلسطين، وخرج المجلس بحزمة من التوصيات والقرارات منها سحب المياه الموجودة خلف السدود والمياه الراكدة في أحياء جدة وضرورة معالجة وصيانة الطرق والهبوطات التي حدثت في الأحياء المتضررة وتسريع عملية إزالة الآثار التي خلفتها الكارثة، مع وجود مشروع متكامل لرش مدينة جدة بالمبيدات لمكافحة الحشرات. ومن جهة أخرى ناقشت لجنة الإسكان والمياه والخدمات العامة في مجلس الشورى أهمية مراجعة أوضاع المخططات الحالية والمستقبلية فيما يتعلق بالتخطيط السليم في اختيار المواقع المناسبة والخدمات التي من شأنها أن تجنب تلك المخططات مخاطر الأمطار والسيول. كما ناقشت اللجنة التي يترأسها المهندس محمد بن عبدالله القويحص في اجتماع لها، تقرير الأداء السنوي لوزارة الشؤون البلدية والقروية للعام المالي 1430/1431ه، وذلك بحضور عدد من المسؤولين في وزارة الشؤون البلدية والقروية. وبحثت اللجنة خلال اجتماعها عدداً من المحاور التي تضمنها التقرير السنوي ومن بينها الأدوار والوظائف التي تقوم بها، وأبرز الإنجازات التي تحققت خلال فترة التقرير وأهم المعوقات والصعوبات التي تواجه الوزارة أمام قيامها بالمهام المناطة بها وأبرز الحلول والمقترحات التي من شأنها معالجة تلك الصعوبات. وتعرفت اللجنة على مرئيات مسؤولي الوزارة بشأن الملاحظات على تقرير الأداء السنوي للوزارة للعام المالي 1430/1431ه التي تشير إلى بعض القصور في عدم الإشارة إلى خطة الطوارئ ونظام الابتعاث، إلى جانب أهم الصعوبات التي تعترض الوزارة في تحقيق أهدافها بالشكل المطلوب. كما ناقش الاجتماع أهمية مراجعة أوضاع المخططات الحالية والمستقبلية فيما يتعلق بالتخطيط السليم في اختيار المواقع المناسبة والخدمات التي من شأنها أن تجنب تلك المخططات مخاطر الأمطار والسيول، إلى جانب مناقشة استراتيجيات الوزارة فيما يتعلق بالمخاطر والمشكلات التي قد تخلفها الأمطار والسيول ووضع الحلول العاجلة والآنية لبعض المدن إلى حين تنفيذ مشاريعها الجديدة، إضافة إلى مناقشة أوضاع الأحياء العشوائية والسعي لعدم قيام مثل تلك الأحياء مع ضرورة العمل على إزالة ما هو قائم منها. كما تناول المجتمعون أهم التطورات والمستجدات فيما يتعلق بالمجالس البلدية والدراسات التي تم التوصل إليها من قبل الوزارة من خلال التجارب السابقة في هذا الاتجاه.