فيما ناشد الجيش المصرى فى بيان له صباح أمس المتظاهرين أن يعودوا إلى منازلهم، شهدت القاهرة والمحافظات مظاهرات، ومظاهرات مضادة بين مؤيدة للرئيس المصرى حسنى مبارك، وبين مصرين على رحليه اصيب عشرات من المحتجين بميدان التحرير أمس اثر تعرضهم لهجوم بالحجارة وقطع الحديد من متظاهرين موالين للرئيس وكانت المعارضة الرافضة لخطاب الرئيس الذي ألقاه أول من امس والتي بقي منها 1500 متظاهر حتى صباح أمس بميدان التحرير بعد الخطاب مطالبين بالتغيير، ومصرين على رحيل النظام، وتعديل المادة 88 التى تتعلق بالاشراف القضائى على الانتخابات، قوبلت احتجاجاتهم باحتجاجات مضادة من مناصرين للرئيس، فما بدأه المؤيدون للرئيس والذين تجمعوا بالعشرات تضامنًا معه أول من أمس أمام مبنى الاذاعة والتلفزيون، استمر ليبلغ عددهم بالألوف أمس تجمعوا في ميدان مصطفى محمود بالمهندسين، وكانوا يرفعون لافتات يقول بعضها: «يار ريس بنحبك» و«يا جمال قل لأبوك كل المصريين بيحبوك»، و «الجزيرة فين .. المصريين أهم». ولم يختلف الحال في الاسكندرية التي شهدت استمرار المحتجين أمام جامع القائد ابراهيم، ومحطة سيدى جابر فى مقابل مظاهرات أقل عددًا تطالب ببقاء الرئيس فى المناطق المحيطة، أمّا محافظة الاسماعيلية فقد اشتدت حدة الاحتقان في الشوارع، ورفض المحتجون مغادرة ميدان الممر أكبر تجمع للمظاهرات الاحتجاجية، ورفضوا فض الاعتصام مؤكدين على الاستمرار في مطالبهم، وتزامن ذلك مع انطلاق مظاهرات تأييد لمبارك ينظمها الحزب الوطنى في الإسماعيلية، وبوادر صدام بين المحتجين والمتظاهرين، وقال شاهد عيان ان المظاهرات الاحتجاجية في الإسماعيلية بدأت تفقد وهجها بعد محاولات أمناء حزبي التجمع والكرامة التحكم في المظاهرة وتحويلها لخدمة مصالحهم». وفي السويس استمرت المظاهرات الاحتجاجية رافضة ما أعلن عنه الرئيس مبارك في خطابه مطالبين الاستمرار في اعتصامهم. وفى المحلة الكبرى وسط الدلتا تقلصت أعداد المحتجين مقابل مظاهرات كبيرة مؤيدة للنظام بالقرب من أشهر مساجد المحلة الكبرى، مع مخاوف من اندلاع مناوشات، وكان اللافت الاعلان أمس عن تغيير فترة رفع حظر التجول إلى الخامسة مساءً بدلاً من الثالثة عصرًا.. وتوفر البنزين فى محطات المحروقات، واعلان وزير المالية عن اجراءات لصرف المرتبات والمعاشات. وفي ذات السياق اعلن النائب السابق في البرلمان المصري مصطفى بكري عن ضرورة ان تتوقف المظاهرات من الجانبين وأن ينصرف الناس لاعمالهم خاصة انه تم تحقيق القدر الاكبر من مطالب الشباب، ويجب الحفاظ على هذه المكتسبات معتبرًا ان من يتمادي في التظاهر لا يعمل لصالح مصر، وقال ان خطاب مبارك الاخير فيه رد واضح على مطالب الشباب الذين كانوا السبب الاول فيما يعتبر ثورة سلمية في مصر، أمّا القوى التي لا تزال موجودة في الشارع فلها اجندات خاصة وهنا يكون مكمن الخطر على مستقبل البلاد، ودعا بكري القوى الوطنية والحزبية لضرورة التجاوب مع دعوة الحوار لرسم ملامح المستقبل خاصة أن مصر مقبلة على مرحلة جديدة تدعو إلى التفاؤل أكثر من التشاؤم.