أعلنت خمس جماعات مصرية معارضة أمس عن توكيل الدكتور محمد البرادعي للتصرف في شؤون البلاد الداخلية والخارجية في المرحلة الانتقالية، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني مؤقتة، فيما قال التلفزيون المصري إن الرئيس حسني مبارك قام بزيارة لمركز عمليات القوات المسلحة؛ لمتابعة السيطرة على العمليات الامنية، حيث عقد اجتماعا مع نائب الرئيس عمر سليمان ووزير الدفاع المشير حسين طنطاوي ورئيس اركان القوات المسلحة سامي عنان وكبار قادة القوات المسلحة. وفيما، فر آلاف السجناء ليل أمس الأول، بعد تمرد في سجن وادى النطرون على الطريق الصحراوي بين القاهرة والاسكندرية، بحسب ما افاد مصدر امني. قال مسؤول من جماعة «الإخوان المسلمون» إن 34 من اعضاء الجماعة من بينهم سبعة من قادتها هربوا من السجن أمس بعد ان تغلب أقاربهم على حراس السجن. وقال محمد اسامة مدير مكتب «الإخوان المسلمون» إن أقارب السجناء اقتحموا سجن وادي النطرون وحرروا بضعة آلاف من السجناء. وأضاف انه لم يصب أحد. من جهته، قال مصدر أمني أمس ان هناك عشرات الجثث في الطرقات بالقرب من سجن ابو زعبل، حيث وقع تمرد الليلة قبل الماضية وتم اطلاق نار اثناء فرار السجناء. وكان بيان للجماعات التي أطلقت على نفسها اسم قوى الاحتجاجات دعا إلى حل البرلمان ووضع دستور جديد للبلاد يتمكن بموجبه الشعب المصري من الاختيار الحر والنزيه للممثلين البرلمانيين وانتخاب رئيس شرعي للبلاد. والجماعات المنضوية تحت هذه التسمية هي: حركة 6 إبريل، حركة كلنا خالد سعيد، مجموعة من المثقفين والصحفيين، الجمعية الوطنية للتغيير، حركة 25 يناير. ونقلت «بي بي سي» عن أسامة الغزالي رئيس حزب الجبهة الديمقراطية قوله إن هذه الإجراءات تشمل تشكيل حكومة إنقاذ وطني تتولى الحكم لفترة مؤقتة والإلغاء الفوري لحالة الطوارئ والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين. وعلى الصعيد الميداني، واصل المتظاهرون تجمعهم أمس في ميدان التحرير بقلب القاهرة مطالبين بتنحي الرئيس حسني مبارك، ورافضين ان يحل محله اللواء عمر سليمان الذي عين نائبا للرئيس، فيما استمرت الفوضى الأمنية. تجمع قرابة عشرة آلاف متظاهر بعد ظهر امس في ميدان التحرير ورددوا شعارات معارضة للنائب الجديد لرئيس الجمهورية اللواء عمر سليمان. وفرضت قوات الجيش حصارا أمنيا حول ميدان التحرير حيث منع مرور السيارات فيه بينما سمح للمتظاهرين بدخول الساحة بعد تفتيشهم. وأدت الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين إلى سقوط 111 قتيلا على الاقل بينما تسود حالة من الفوضى في البلاد أدت إلى فرار السجناء من معظم السجون المصرية. وفي جانب آخر، عين الرئيس المصرى، جمال أحمد امبابى سليمان (الذى تردد في الأيام الماضية أنه سيخلف حبيب العادلي في وزارة الداخلية)، محافظاً للوادي الجديد وعبدالوهاب مبروك محافظا لشمال سيناء. وعلق الخبير في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام الدكتور حسن أبو طالب على هذه الخطوة والتي يعتبرها متأخرة، أنها تؤكد حرص مبارك حتى اللحظة الأخيرة على ألاّ تعم الفوضى البلاد.