أعرب صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية عن شكره لرائد العلم والثقافة والإبداع والريادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ولنائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الذي يشرّف الجائزة في كل عام برئاسته -حفظه الله- للجنة الاختيار لخدمة الإسلام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على دعمهم -حفظهم الله- اللامحدود للجائزة منذ انطلاقتها. وعبّر سموه في كلمة ألقاها مساء أمس خلال حفل إعلان أسماء الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لعام 1431ه/2011م بالرياض عن شكره الجزيل لجميع أعضاء لجان الاختيار الذين يسهمون في تقديم هذه الجائزة لمستحقيها، موصلاً الشكر لأمانة الجائزة على عملها الدؤوب والمتقن والحيادي الذي اشتهرت به. وقال سمو أمير منطقة مكةالمكرمة: “في مثل هذه الأيام من كل عام نختلس بضع لحظات من لحظات هذا العالم المضطرب بالحروب وبالفتن وبالأزمات وبفضل الله ثم بفضلكم أنتم تسمحون لهذه الجائزة وللقائمين عليها بإعداد هذه الساحة لعقولكم الكبيرة ولعلومكم العظيمة لاستخدامها في مسعى ثقافي علمي حضاري”. وبيّن سموه أن الإنسان السعودي يفخر بأن يكون هذا الحشد من المثقفين والعلماء على أرضه، وتحت سمائه وبين شبابه، حيث تجتمع اليوم ثلّة مباركة من مختلف الأجناس من مختلف الدول والأديان والحضارات والتقاليد، ولكنهم يجتمعون على حقيقة واحدة وهي أن: “من حق الإنسان أن يفخر بعقله وليس بقوته وجبروته”، لافتاً سموه النظر إلى أن هذه اللحظات وهذه المشاعر يحققها حضور هذه المناسبة كل عام لكل من يتابع هذا الجهد وهذه التضحيات وهم يقدمون الإنسان في أجمل صورة. الفائزون بفروع الجائزة عقب ذلك أعلن الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله العثيمين أسماء الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية 1431 ه/ 2011 م.. وجاءت كالتالي: * فاز بالجائزة في فرع خدمة الإسلام: دولة الرئيس عبدالله أحمد بدوي رئيس وزراء ماليزيا الأسبق. وقد جاء فوزه نتيجة عمله على تحسين العلاقات التعاونية الثنائية والمتعددة الأطراف من خلال قيادته النشيطة لرابطة أمم جنوب شرق آسيا وحركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي في فترة رئاسة ماليزيا لهذه المنظمتين عامي 2003 و 2008م، وعمله على تعزيز قدرة الاقتصاد الماليزي التنافسية ومتانته من خلال توسيع نطاق الزراعة الحديثة والصناعات العالية الدقة، كما عمل على تطوير رأس المال البشري باعتباره دعامة أساسية لإدارته، وعلى تعزيز التعليم العام والعالي في ماليزيا، واهتمامه الكبير بتشجيع الدراسات الدينية الإسلامية، وقام بتأسيس المدارس الدينية الخاصة لكي تصبح جزءاً من النظام التعليمي الأساسي، وبفضل ما عُرف عنه من بر واستقامة أخلاقية لقب ب “السيّد النظيف”، كما اهتم بتطوير الإدارة القانونية الإسلامية وتعزيز مؤسسات الزكاة والأوقاف والحج، وأنشأ مؤسسة أطلق عليها اسم “المعهد الدولي للدراسات الإسلامية العليا” سنة 2008م لتوسيع مجال الخطاب الفكري الإسلامي ليتجاوز الأحزاب السياسية. * فاز بالجائزة في فرع الدراسات الإسلامية وموضوعها “الدراسات التي عُنيت بالجوانب الاقتصادية الاجتماعية في العالم الإسلامي من القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي حتى نهاية القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي”: الدكتور خليل إبراهيم إينالجك من تركيا، والدكتور محمد عدنان بخيت الشيّاب من الأردن. وقد مُنحت الجائزة للدكتور إينالجك عن كتابه “التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للدولة العثمانية” الجزء الأول الذي يمثّل جهوده العلمية في ذلك المجال لمدة تزيد على ستة عقود. وأما الدكتور الشيّاب فقد مُنحت له الجائزة عن كتابه “دراسات في تاريخ بلاد الشام” بمجلداته الثلاثة (فلسطين، الأردن، سوريا ولبنان). * حُجبت الجائزة في فرع اللغة العربية والأدب وموضوعها “الدراسات التي عُنيت باتجاهات التجديد في الشعر العربي إلى نهاية القرن السابع الهجري” لعدم توافر متطلباتها في الأعمال المقدمة. * مُنحت الجائزة في فرع الطب وموضوعها “الخلايا الجذعية” للدكتور جيمس ثومسن من الولاياتالمتحدةالامريكية والدكتور شينيا يماناكا من اليابان. وقد مُنحت الجائزة للدكتور جيمس مدير قسم البيولوجية التعويضية في معهد مورجريدج للبحوث بجامعة وسكنسن بأمريكا لقيامه ببحوث رائدة مكّنته من الحصول على خلايا جذعية من أجنة المقدّمات غير البشرية في عام 1995م ومن أجنة الإنسان في عام 1998م، ونجح في عام 2007م في برمجة الخلايا الجلدية البالغة في الإنسان للتحوّل إلى خلايا جنينية متعددة الأغراض شبيهة في وظائفها بالخلايا الجذعية. وأما الدكتور يماناكا رئيس في معهد جلادستون لأمراض القلب والأوعية الدموية في سان فرانسيسكو ومدير مركز بحوث الخلايا متعددة الأغراض وتطبيقاتها في جامعة كيوتو، فقد مُنحت له الجائزة لقيامه ببرمجة أرومات الخلايا الليفية من الفئران عام 2006م ثم من جلد الإنسان عام 2007م وتعديلها وراثياً لتصبح خلايا متعددة الإمكانيات تشبه الخلايا الجذعية للاستفادة منها في الأبحاث المتعلقة بالاستخدام الطبي للخلايا الجذعية. * فاز بالجائزة في فرع العلوم وموضوعها “الكيمياء” الدكتور جورج وايتسايدز والدكتور ريتشارد زير من الولاياتالمتحدةالامريكية. وقد مُنحت الجائزة للدكتور وايتسايدز بسبب تحقيقه تطوراً عظيماً في مجال التجميع الذاتي للجزيئات. وأما الدكتور زير فمُنحت له الجائزة لإسهاماته الأساسية في دراسة ديناميكية الجزيئات والتفاعلات الكيميائية. مؤتمر صحفي للفيصل عقب ذلك أوضح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أن الجائزة تُرشح من قبل مؤسسات علمية من جميع أنحاء العالم، وأن الأعمال المرشحة تُرسل لمحكّمين عادة ما يكونون من ثلاث قارات مختلفة وهم في نفس الاختصاص، ومن ثم تُرسل الأعمال من المحكمين في تقارير تقدم للجان الاختيار وهذه اللجان من جميع أنحاء العالم تجتمع في الرياض لاختيار الفائز بعد دراسة تقارير المحكمين. وأكد سموه خلال المؤتمر الصحفي المصاحب لإعلان أسماء الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية أن التقارير من قبل المحكمين لا تُقدم بأسماء وإنما بأرقام حتى لا يعرف أحد من هم، وبعد ذلك تُعلن الجائزة، لافتاً النظر إلى أنه ليس للأمانة ولا لهيئة الجائزة أي دور لا في الترشيح ولا في التحكيم ولا الاختيار ولذلك ليس لها أي دور في الحجب. وأكد على أن الجائزة تحظى باهتمام عالمي كبير، ولكنه عبّر عن أسفه عن تجاهل بعض العرب للشخصيات التي تحصل على الجائزة وجائزة نوبل ويذكرون اسم الفائز بجائزة نوبل ويتجاهلون فوزه بجائزة الملك فيصل العالمية لأن “زامر الحي لا يطرب”. ونفى الفيصل تأسيس كرسي للجائزة وقال: “هناك جامعة الملك فيصل”، وأضاف إن استحداث فرع للمخترعين سيحال لامانة الجائزة. كما وعد بدراسة اقتراح “إنشاء قناة تلفزيونية خاصة بالجائزة”. وأشار سموه إلى أن الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية عندما يحضرون لتسلم الجائزة فإن هناك نشاطا كبيرا لهم في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والمركز يرتب لهم برامج داخل المركز وخارجه وفي الجامعات ولكنها فقط في فترة وجود الفائزين بالجائزة في المملكة، ونتمنى أن نستفيد منهم ويُستدعون ويُستضافون في جامعاتنا. وعن كيفية اختيار أعضاء لجان الاختيار أشار إلى أنهم يختارون من قبل المؤسسات العلمية العالمية وليس فقط من المملكة ولا من الوطن العربي بل من جميع أنحاء العالم في مجال تخصصهم، وقال: “نحرص دائماً في كل عام أن يكون في لجان أعضاء الاختيار من نفس اختصاص موضوع الجائزة”، مؤكداً أن جميع المقترحات الخاصة بالجائزة وفروعها تُرفع لمجلس أمناء المؤسسة وهيئة الجائزة للنظر فيها ودراسة جدواها. وقدم الأمير خالد الفيصل شكره لمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة على جهوده في مجال الثقافة ومن ذلك إنشاء القناة الثقافية، وقال سموه: “أشكر القناة الثقافية ليس فقط على حضورها بل على النجاح الذي حققته هذه القناة منذ أن شاهدناها على شاشات التلفزيون ونشكر لمعالي وزير الثقافة والإعلام هذا الجهد وغيره من الجهود في مجال الثقافة في المملكة”. الفائزون بفروع الجائزة عبدالله بدوي جائزة خدمة الإسلام د. خليل د. عدنان الفائزان بجائزة الدراسات الإسلامية د.جيمس د. شينيا الفائزان بجائزة الطب د. زير د. جورج الفائزان بجائزة العلوم