أكدت الجامعة العربية استمرار جهودها التي بدأها عمرو موسى الأمين العام، لاحتواء تداعيات الأزمة اللبنانية، مشيرة إلى أن وزراء الخارجية العرب الذين يتوجهون إلى شرم الشيخ خلال اليومين المقبلين، للمشاركة في اجتماعهم غدا الاثنين سينظرون إذا كان سيتم عقد قمة استثنائية لبحث الوضع في لبنان. وأكد السفير خالد زيادة سفير لبنان في القاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية أن سقوط الحكومة اللبنانية لن يؤثر على قيام لبنان بمهامها في العربية، مشيرا إلى أنه يستعد للمشاركة في القمة العربية الاقتصادية التي تعقد في شرم الشيخ في 19 يناير الجارى، والتي يشارك فيها وفد لبناني. وقال هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية: إن موسى يواصل مشاوراته واتصالاته مع القادة اللبنانيين، بالإضافة إلى بعض الأطراف العربية، لاحتواء الأزمة اللبنانية. وأضاف يوسف في رده على سؤال ل " المدينة" حول ما إذا كان تم الاتفاق على عقد قمة استثنائية لبحث الأوضاع في لبنان: إن وزراء الخارجية العرب سيتواجدون في شرم الشيخ خلال اليومين المقبلين للمشاركة في الاجتماع الذي يعقد على هامش القمة العربية الاقتصادية، وسيقررون ماذا يرون في هذا الأمر. وتابع: ربما تكون هناك فرصة في شرم الشيخ للتشاور حول هذا الموضوع في إطار تواجد الوزراء للمشاركة في القمة الاقتصادية. وحول ما إذا كان سيتم إضافة بند لجدول أعمال القمة الاقتصادية يتعلق بالأزمة في لبنان قال يوسف: حينما يجتمع وزراء الخارجية العرب سيحددون ذلك، وإن كان هناك رغبة أن تتم القمة في إطار الجوانب الاقتصادية، إلا إذا تقرر ذلك من خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب. من جهته أعرب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني أمس عن أسفه لاستقالة الحكومة، وقال في رسالة وجهها إلى اللبنانيين :»نألم للظلم الذي لا يزال يلاحق الرئيس الشهيد رفيق الحريري لجهة عدم تحقيق العدالة ولجهة التعطيل المستمر للمؤسسات. ونعلم حرص المملكة وسوريا على وطننا حرص الأخ على أخيه». وأضاف أن «تشكيل سعد الحريري للحكومة العتيدة فيه مصلحة لكل لبنان على أن تقوم الحكومة على أسس واضحة لتخرج البلاد من النفق الذي نخشى أن يودي بالبلد إلى الانهيار». ولفت إلى أن «الاستقرار حاجة للمواطنين، وتوريط الشارع ممنوع، وجر المواطن إلى الشارع لا نتيجة له إلا سفك الدماء، ومسوؤلية الساسيين كمسؤولية الجيش في منع أي محاولة للتوجه نحو الشارع. وأضاف الأمن خط توتر عال ممنوع مسه ويمنع تجاوزه وعلى الجيش ألا يراعي أي جهة كانت وأن لا يتهاون في ضبط الشارع». وختم: “أما الفراغ في الرئاسة الثالثة لن يكون مقبولًا هذه المرة لأنها ليست يدا ضعيفة تلوى في كل حين وهي عصب البلاد، ولا بد من التنبه إلى حق المواطنين على المسؤولين في تأمين لقمة عيشهم وعدم التفريط فيها». إلى ذلك عقد النواب الشماليون نجيب ميقاتي، محمد الصفدي، أحمد كرامي وقاسم عبدالعزيز اجتماعًا بحثوا فيه التطورات السياسية وأشاروا إلى أن استقالة الحكومة اللبنانية وعلى الرغم من إطارها الدستوري السليم جاءت في جو من الانقسام السياسي الحاد مما أوحى بدخول البلاد في أزمة مفتوحة على كل الاحتمالات وعليه نوجّه إلى القيادات السياسية اللبنانية من دون استثناء دعوة لتحويل هذه الأزمة إلى فرصة للحل ولتأكيد التمسك بوحدة الدولة وتنوع مكوناتها. واعتبر المجتمعون أن تشكيل حكومة جديدة هو استحقاق وطني يعني جميع اللبنانيين وتسمية الرئيس المكلف هي شأن دستوري، وإذا كانت المذهبية السياسية قد أفرغت استحقاقات دستورية من مضمونها الديمقراطي فإن الاستثناء لا يجوز أن يصبح قاعدة، مؤكدين من منطق الحرص على مقام رئاسة الحكومة أن هذا الموقع تتولاه الطائفة السنية وفقًا للتوزيع الطائفي للرئاسات لكنه موقع وطني بامتياز. ورأوا أن الأساس في أي حل لأزماتنا ينبغي أن يرتكز، ليس على التسويات الظرفية بل على قاعدة العودة إلى الدستور ووثيقة الوفاق الوطني في الطائف بنصّها وروحيتها». من جهة أخرى يطلّ الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عند الساعة الثامنة والنصف من مساء اليوم عبر قناة «المنار» للتحدث عن التطورات الحاصلة.