قال منظمون امس إن نسبة الاقبال الكبيرة على الاستفتاء بشأن انفصال جنوب السودان تأتي على خلاف تكهنات مظلمة، مشيرين الى انه “من المؤكد تقريبًا أن تصل إلى نسبة الستين بالمئة المطلوبة لكي يكون الاستفتاء ملزمًا”، فيما اكدت وزارة الخارجية السودانية ان الخرطوم لا تنوي ان تأخذ على عاتقها كامل الديون السودانية، خلافًا لما قاله الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر. وأدلى الآلاف بأصواتهم أمس وهو ثالث أيام الاستفتاء الذي يتوقع أن يؤدي إلى انفصال منطقة جنوب السودان الفقيرة المنتجة للنفط، وإقامة أحدث دولة في إفريقيا. وبدأ التصويت السلمي إلى حد كبير الاحد وشابته اشتباكات استمرت أيامًا بين بدو عرب وجنوبيين في منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها. وقال محمد إبراهيم خليل رئيس مفوضية الاستفتاء إن التصويت يسير بسلاسة شديدة، وإنه لا يبدو أن هناك خوفًا من الفشل في الوصول إلى نسبة 60 في المئة. وذكر أنه يعتقد أن النسبة ستكون أكثر بكثير من ذلك. الى ذلك، اوضح المتحدث باسم الخارجية السودانية خالد موسى ان البشير رأى «خلال لقائه مع كارتر ان تسوية الديون مسؤولية مشتركة بين الشمال والجنوب والمجتمع الدولي»، موضحًا ان مسألة الديون هي احد المواضيع العالقة في المفاوضات بين الشمال والجنوب. واضاف ان البشير كرر خلال محادثاته مع كارتر، دعوة المجموعة الدولية الى اسقاط الديون السودانية «اذ ان العائدات السنوية للسودان لا تتحمل الإيفاء بخدمة تلك الديون وأن الدولة الوليدة في حالة انفصال الجنوب لن تستطيع بطبيعة الحال سداد خدمة الديون». على صعيد آخر، اعلنت السلطات السودانية الجنوبية أمس ان عناصر من قبيلة المسيرية العربية هاجمت امس الاول قافلة تقل جنوبيين عائدين من الشمال الى الجنوب ما ادى الى مقتل عشرة اشخاص من القافلة. وقال الوزير الجنوبي غير غوانغ خلال مؤتمر صحافي عقده في جوبا ان الهجوم وقع على الحدود بين ولاية جنوب كردفان (الشمالية) وبين ولاية بحر الغزال (الجنوبية) مضيفًا ان «الموكب كان يضم 30 حافلة وسبع شاحنات. الشاحنات تم نهبها والحافلات عادت إلى الشمال».