لست مع من يرى أن خسارة الأخضر من المنتخب السوري مفاجئة، فليالي العيد تبان من عصاريها، فكافة المباريات التجريبية كانت تعطي مؤشرا عن سلبية في الأداء بغض النظر عن النتائج، وفي كل مباراة كان يلعب بتشكيلة مختلفة، والمفاجأة الحقيقية أن الثلاث تشكيلات تجاهلها ولعب برابعة جديدة أمام سوريا. من وجهة نظري أن قرار إقالة بيسيرو تأخر كثيراً وكان يفترض بعد مباراة كوريا الشمالية بالرياض وفقدان الأمل في التأهل للمونديال بالتعادل السلبي، ففي تلك المباراة كان يكفي الفوز ليتأهل الأخضر، وفضل الكوتش بيسيرو الدفاع وترك الهجوم وأضاع الأمل، أما في كأس الخليج فقد ناور مناورة صريحة عندما أصر على اللاعبين الشباب واستبعد الكبار ليضمن البقاء والاستمرار حتى وإن خسر، كما يفعل أمام المباريات بتدوير الكرة للخلف في سيطرة سلبية تدعو للضحك والشفقة على أسالبيه البالية، وجاءت الطامة يوم أمس لا منهجية ولا طريقة ولا لعب على نقاط ضعف الفريق المقابل، فالمنتخب السوري أطرافه متواضعة، وبيسيرو يصر على الهجوم من العمق عبر المتاريس الدفاعية الظاهرة، وبالتالي كانت المرتدات الخطرة على مرمى الأخضر. ثمة تساؤلات عن نايف هزازي الأكثر جاهزية في المقدمة لماذا بقي أسير دكة الاحتياط، فياسر القحطاني ليس جاهزاً باعتراف بيسيرو في المؤتمر الصحفي فكيف يلعب أساسياً؟ وهل مناف أبو شقير أنسب من محمد الشلهوب في ظل جاهزية الأخير وإصابة الأول؟ ومشعل السعيد مشاركته في المباريات القوية كمثل مواجهة اليابان مطلوبة لدوره الدفاعي المميز، أما في حالة المطالبة بالهجوم فاستبداله بكامل الموسى أولى لقدرة الأخير على التقدم والمساندة، علماً أن هناك تساؤلات أخرى لماذا تم استبعاد أحمد الفريدي وهو العنصر الحركي واللاعب المهاري، ومعلوماتي تشير إلى أن استبعاده بسبب خلاف مع المدرب، وكأن المنتخبات تدار بالشخصنة!؟، وهل المنتخب مصحة للاستشفاء ليضم المصابين ياسر القحطاني وأبو شقير وعبده عطيف وسعود كريري وعبد الله شهيل، وجميعهم ظهر تأثرهم بالإصابات وغيابهم عن المباريات أثناء اللقاء، ومحصلة الكلام لا تكتيك ولا انضباط ولا لاعبين جاهزين، حتى وإن تأخر القرار فلم يجمع الوسط الرياضي على شيء كإجماعه على ضرورة الاستغناء عن بيسيرو وذلك قبل انطلاق البطولة، والأصح بعد فقدان التأهل للمونديال بالتكتيك “الجبان” الذي كان ينتهجه ومن الباب الكبير يا بيسيرو.