جلد الكاتب الأستاذ الدكتور عبدالمحسن هلال ظهورنا في مقاله الأخير ب “المدينة” بعنوان: «على من يضحك هؤلاء؟» بكلمات لو أنه قذف بها في بحر لفار ومار. فلقد استحالت أمطار الخير والرحمة التي ينتظرها الناس في مثل بلادنا التي تشتكي من شح الموارد المائية، نتيجة لسوء البنية التحتية، استحالت إلى أمطار هدم وعذاب.. أمطار تهجير وتشريد بدلت أفراحنا إلى أتراح وخوف وترقب. لقد كتب معظم الكُتاب ما لو جمعناه يشكل سدًا قد يحول وبعض هذه السيول من التدفق بعض الشىء، لكن الكلمات ذهبت مع مجاري السيول والأمطار إلى حيث تُلقى ببقايا الحُطام والموت.. فابتلت وباشت وتحللت وانتهى مفعولها بانتهاء الكارثة. ومع الكارثة الجديدة ينكشف فيها المستور. جفت معظم أقلامنا رغم البلل المحيط بنا. فأنت تكتب عندما تشعر بأن هناك بعض الأمل.. عندما ترى ضوء في نهاية النفق. أما حين تُفاجأ بتكرار نفس التصريحات، مع كل كارثة جديدة، ومع استمرار عدم المحاسبة إلا على صفحات الصحف فإن القلم عادة ما يأبي أن يكون أداة «زور» في يد الكاتب فيتوقف عن الكتابة. لقد حدد زميلنا البروفيسور عبدالمحسن هلال القضية في عدد من الكلمات البسيطة.. فكل «ما ينقصنا هو قاعدة قانونية للمحاسبة والمراقبة، عدم وجودها أو تفعيل الموجود منها أتاح تفشي الفساد، فالله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن». ولن تقوم لنا قائمة «إلا بنظم محاسبية ورقابة صارمة تضمن سلامة تنفيذ مشاريعها ماليا وفنيا، بدونها تتحول البلد، أي بلد، إلى مرعى للذئاب والسراق آكلي المال العام». [email protected]