** ذات مساء كان ذلك الفتى يمتطي دراجته الهوائية، ويمتطي رفيقه دراجة أخرى، الأول كان ينقل صورة صوتية ويتحدث بصوت عالي عن رحلته كأنه ينقل حدث رحلته. ويقول نحن الآن في شارع كذا، ومتجهين الى حي كذا والان نتوقف لنأخذ شيئًا باردًا. وكانت لغته العربية جيدة، وصوته جميلاً، وشد انتباهي وتوقفت بجانبه، وأنا في حالة اعجاب. سألته عما يقول؟ وماذا كان يدور في مخيلته. فاجاب مبتسمًا. انا أود ان اصبح مذيعًا مرموقًا عندما أكبر وانقل الاحداث والوقائع. واخاطب الجمهور بصوتي وأمنيتي ان أكون إعلاميًا صادقًا معبرًا عن هم كل انسان وسعادته.. وكما سمعت وانت تسير بجانبي وكأني انقل رحلتي وتفاصيلها على الهواء مباشرة. قلت اتمنى ان تحقق لك امنيتك واراك كما تريد.. وشكرت بيني وبين نفسي مَن كان سببًا في هذه الموهبة والاجادة.. ولابد أن مدرسته لها دورًا كبيرًا في ذلك. لكن تبقى الجهات الاخرى هي التي تساعده في اثراء موهبته حتى لا تموت ويأتيه الاحباط، كم نحن بحاجة الى اماكن صادقة ومخلصة تحتضن هذه القدرات والمواهب لكي تستفيد وتفيد مستقبلاً. ** برنامج اسمه “وردي وأزرق” لازال المستمع يسأل ماذا وردي وأزرق؟ وما هي فكرته ومضمونه وهدفه؟ ومَن يستمع اليه أول مرة يخرج من هذا الاسبوع بلا فائدة أو فهم لكن اذا كرر متابعته للبرنامج ربما يستوعب شيئًا او معلومة تفيده. او يفيد اخرين بها. ** لازال بعض مذيعي الاذاعات المحلية في البرنامج الثاني والعام يفتون في كل شيء حتى الذي لا يعرفونه حتى انهم يتحدثون كثيرًا ولا يجد المستمع الضيف على الهواء اي فرصة للمناقشة ففي غالب الأحيان يكون المذيع هو الضيف والمذيع معًا حتى الزميل او الزميلة بجانبه لا يعطى لهما فرصة للمشاركة او الحديث، او ابداء الرأي كما ان بعضهم يشارك المستمع بمعلومات خاطئة، ويقرأ ذلك المذيع الفذ كلمة خاطئة ايضًا. وبعد انتهائه من الخطأ يأتي معتذرًا ليقول (أتمنى أن أكون قرأت بشكل صحيح) ومن العجب ان الصوت لا يصلح أن يكون اذاعيًا ويلحقه بأخطاء فهذه كارثة أيضًا. ** وهناك بعض المستمعين يتحدثون في كل شيء في الشعر والقصة والرأي الاجتماعي وعلم النفس إلى آخر التخصصات لكن الادهى والامر. ان يكون على الهواء ويلقي قصيدة او مشاركة وهو ليس كاتبها او مؤلفها، ولا يذكر اسم صاحبها او انها مختارة ويقدمها باسمه.. وعندما ينتهي من المشاركة يقول له المذيع المتلقي للمشاركة يا سلام ما هذه الروعة والجمال!! هل أنت كاتبها؟ فيجيب المستمع نعم.. فيرد عليه المذيع شكرًا لقد وفقت في الإلقاء والإبداع.. والإحساس.