كشف تقرير مصرفي ركز على سوق بيع قطاعات المنتجات الاستهلاكية وغير الاستهلاكية، انه من المتوقع أن تواصل جميع فئات سوق البيع بالتجزئة، نموها بخطىً حثيثة وثابتة. وأشار التقرير الذي اعلنته شركة الخدمات المصرفية الاستثمارية التابعة لمصرف الراجحي في المملكة، واعدته إدارة البحوث، إلى أن قطاعي المنتجات الإلكترونية والملابس سوف يشهدان نموًا قويًا. وبنى التقرير توقعاته على الاستفادة من العوامل السكانية المؤاتية، وتطور التعليم، وتغير أساليب المعيشة، لافتًا أن تلك العوامل ستساعد السوق على تحقيق 276 مليار ريال سعودي بحلول العام 2014 مقارنة بما مجموعه 226 مليار ريال في العام 2009، أي بارتفاع لمعدل النمو السنوي المركب بنسبة 4%. ورصد التقرير تحليل تفصيلي للأداء والتوقعات المستقبلية لأسهم ثلاث شركات رئيسة عاملة في القطاع هي: شركة جرير، وهي متخصصة في بيع الكتب والأدوات الإلكترونية الاستهلاكية؛ وشركة العثيم، العاملة في سوق المنتجات الاستهلاكية؛ وشركة الحكير، وهي شركة ملابس رائدة. وقد أوصى التقرير بزيادة المراكز في سهم شركة جرير بسعر مستهدف يبلغ 189.4ريالاً، أي باتجاه صعودي للسهم بنسبة 26%. كما أشار التقرير أيضًا الى زيادة المراكز في سهم شركة الحكير بسعر مستهدف يبلغ 49.9 ريالاً، أي بإمكانية ارتفاع بنسبة 19%. في حين أوصى التقرير بالمحافظة على المراكز في سهم العثيم بسعر مستهدف يبلغ 86.4 ريالاً بامكانية ارتفاع تتراوح من 8% إلى 9%. *القطاعات الفرعية وبحسب ما أورده التقرير، وبالنظر إلى القطاعات الفرعية، تقودان كل من المحلات ومتاجر التسوق الكبرى النمو في قطاع المنتجات الاستهلاكية، وقد أصبحت شركات التجزئة المحلية أكثر فاعلية في توسعة عملياتها بافتتاح متاجر جديدة والاستحواذ على شركات التجزئة الأصغر. ونتيجة لذلك، يتوقع التقرير نمو المحلات ومتاجر التسوق الكبرى بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 4.4% و7.2% ليصل إلى 24.2 مليار ريال و18.7 مليار ريال على التوالي. غير أن القطاع سوف يشهد تحديات ناشئة عن احتدام المنافسة، ودخول الشركات العالمية إلى السوق، وقدرة شركات البيع بالتجزئة للسلع الاستهلاكية على تمييز سمتها التجارية من أجل النمو والفوز بحصة أكبر من السوق. أمّا فيما يتعلق بقطاعات التجزئة للسلع غير الاستهلاكية، فمن المتوقع أن تشهد مزيدًا من النمو، إلا أن كافة فئات القطاع تواصل تحقيق نمو قوي. وتقود شركات بيع الأجهزة الإلكترونية والأدوات المنزلية بما في ذلك الهواتف الذكية والحواسيب الشخصية الصغيرة النمو في القطاع. وقد شهد هذا القطاع نموًا قويًا على مدى السنوات الخمس الماضية، وتتوقع الراجحي المالية أن يحقق معدل نمو سنوي مركب يبلغ 5.2% على مدى السنوات الخمس المقبلة. ويبلغ حجم السوق اليوم 27 مليار ريال ، ويتوقع التقرير أن يصل إلى 35 مليار ريال بحلول العام 2014، وسوف تبلغ كذلك مساحة العقارات المستخدمة لبيع المنتجات 821,000 متر مربع تقريبًا. وبالمثل، فإن سوق الملبوسات والأحذية تشهد تقدمًا نظرًا إلى تغير أساليب المعيشة وعلى الأخص لدى جيل الشباب وتتوقع الراجحي المالية أن هذه الفئة من القطاع تواصل نموها بشكل قوي بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 5.3% على مدى السنوات الخمس المقبلة. وقد كان أداء الشركات المتخصصة في بيع سلع الرفاهية والسلع الشخصية، على الرغم من تنوعها، غير مواتٍ بتراجع نموها بنسبة 5% في 2009. وفيما شهدت بعض القطاعات مثل قطاع بيع الكتب نموًا خلال العام 2009، ويعود سبب التراجع إجمالاً في هذه القطاعات الفرعية إلى انخفاض بحوالي 10% في مبيعات السلع الفاخرة والمعادن النفيسة، والتي تشكل الحصة الأكبر من هذا القطاع. وفي تصريح له حول النتائج التي أفضى لها التقرير، أشار الدكتور صالح السحيباني، مدير إدارة البحوث لدى الراجحي المالية، إلى «إننا نرى إجمالاً تطلعات قوية لتواصل النمو في القطاع بكافة فئاته. كما نظرنا إلى أداء بعض الشركات الرئيسة العاملة في القطاع ووجدنا بأن شركة جرير هي الشركة الأكثر فاعلية من بين الشركات الثلاث الذي تم تحليل أسهمها وتمتاز بعوائد عالية، مع وجود هامش فرق اقتصادي ملحوظ يبلغ 39%، كما يعتبر أداء الشركات الثلاث قويًا وتمتاز بمراكز مالية سليمة. إلا أن شركة جرير تعتبر هي الشركة المفضلة نظرًا لما تمتاز به من عوامل نمو قوية وفريق عمل متمرس يمتاز بتواصله مع الآخرين، وهي عوامل تعزز النمو المتواصل لأسهمها. فيما يعتبر أداء كل من شركتي الحكير والعثيم قويًا، ولدى كل من المجموعتين خطط توسعة طموحة وأن كل من نسبة السعر إلى العائد وقيمة المنشأة إلى الأرباح قبل تكاليف التمويل والضرائب والاستهلاكات والإطفاءات تمنحان قيمة أفضل وتحققان تعافيًا قويًّا.»