* نبّهني وطالبني الصديق الدكتور محمد أبوزيد إلى ما سبق أن كتبته من نقد لسوء أداء إدارة الأحوال المدنية في محافظة جدة، ووجوب الكتابة الآن عن وجه آخر مختلف كلية عن ما كتبته، حيث يقول من خلال تجربة شخصية: «إنه ذهب إلى فرع إدارة الأحوال في سوق الأندلس بقرب جامعة الملك عبدالعزيز، فوجد معاملة لم يصدّقها سواء في سرعة إنجاز استخراج بطاقته العائلية، أو تجديد البطاقة المدنية، أو في أسلوب وطريقة تعامل موظفي الإدارة الذين كانوا على خُلق رفيع، وأدب جم في اللفظ والتقدير». * والصديق الدكتور أبوزيد محق، فنحن كُكتَّاب مُطالبون، إن كنا فعلاً صادقين مع هذا الوطن، بأن نشيد بالأفعال الإيجابية بذات القوة التي نتناول فيها بالنقد الجوانب السلبية وانعكاساتها. وللحق وللتاريخ فما ذكره الصديق أبوزيد لمسته أنا شخصيًّا في الإدارة الرئيسية للأحوال المدنية، عندما ذهبت إلى تجديد البطاقة المدنية والعائلية، فبعد أن كانت في غاية السوء من التنظيم والروتينية، وطريقة المعاملة، أصبحت إدارة خدمية تؤدي عملها بكل امتياز، فلم تعد هناك أرقام قليلة ومحددة بمواقيت للمراجعين، بل العمل على مدار ساعات الدوام، وحالات التأفف التي كانت عنوانًا للعاملين لم يعد لها مكان، بل كثير من العاملين في أيامنا هذه من الشباب البهي الطلعة والخلق، ويعطون للناس مقاديرهم واحتراماتهم، إيمانًا منهم كما أحسب بأنهم لم يوجدوا في هذه الإدارة إلاّ لخدمة مراجعيها. * والإدارة الأخرى التي تستحق الإشادة بحق هي إدارة الجوازات في محافظة جدة، فرغم الأعداد الهائلة من المراجعين من أفراد وشركات، إلاّ أن العمل يسير بتنظيم رائع، لا يحدث معه تأخير لمصالح المراجعين ومعاملاتهم إلاّ في حالات نادرة، عندما تتعطّل أنظمة الكمبيوتر، وأقول هذا عن تجربة متكررة لمرات عديدة منذ نهاية شهر رمضان الماضي إلى اللحظة. فاكتمال أوراق المعاملة يجعلها لا تستغرق من الإنجاز سوى الوقت الذي يستلزمه الانتظار في الطوابير المنظمة، والمخصص لها كراسٍ وإن لم تكن هناك أعداد كبيرة فإنجاز المعاملة لا يستغرق دقائق كما حدث معي صباح يوم الأربعاء الماضي. * هذه النماذج تؤكد ما سبق أن كتبته عن إدارة الأحوال المدنية في محافظة جدة، من أنه ليس المهم فقط تغيير المبنى وتجهيزاته، بل أيضًا العقليات التي تديره وهو ما حدث فعليًّا، فبعد التغيير ظهر حال إدارة الأحوال في أحسن صورة، وأصبح أداؤها مميّزًا رغم تزايد أعداد المراجعين يومًا بعد آخر، وكذلك الأمر مع جوازات جدة، ولهذا لا أجد حرجًا على الإطلاق في الإشادة بقيادات الإدارتين، وأنا لا أعرفهم، ولم أرهم، ولا أيًّا من العاملين فيهما، وأتمنى في الوقت ذاته أن تكون هاتان الإدارتان حافزًا لكل الإدارات الحكومية والأهلية الخدمية للاقتداء بهما، وتقديم خدمات مميزة لا تستدعي الواسطة، أو اللف والدوران. فاكس: 6718388 – جدة [email protected]