• حين تجلس مع نفسك لدقائق تكتشف أن حياتك كلها ستمضي، وأنت في حديث صامت مع ذاتك الغارقة في تفاصيل الحياة وتبعاتها الثقيلة، التي تنهض مع الريال، وتتلاشى بدونه، كما تكتشف أن البعض لم يعد يكترث بالإنسانية، وأننا نركض خلف الريال، لدرجة أن بعض الناس يقضي نصف عمره في جمع المال، لتبقى علاقته بالحياة علاقة طردية، هو يشيخ ويكبر، والرصيد يكبر، ولا عيب في العمل الجاد والكسب الحلال، لأن العيب ببساطة هو أن تسرق، وأن تخون هذه الأرض، التي منحتك الكثير منها لتكون ابنها الذي يمنحها إخلاصه وولاءه، وهو المأمول، لا لتكون اللص الذي يقاتل من أجل أن يختلس!! ويفعل من أجل ذلك كل ما يمكن وما لا يمكن، وهو ما يحدث من البعض في زمننا هذا، الذي أصبحت فيه الأمانة سلوكاً نادراً، وبالرغم من كل ما يحدث إلاّ أننا نصر على مثالية مجتمعنا كإصرارنا على خصوصيته، التي تكشفت لنا من خلال الأحداث التي بدأت بسيول جدة، والركض خلف مليون الشهيد، إلى حكايات تزوير الصكوك، ومن ثم اتهام الشياطين، وكأن هذه الشياطين لم تُخلق إلاّ لنا نحن، لننتهي بحادثة أولئك الذين لم يتركوا حتى للفقراء والمحتاجين في الضمان الاجتماعي مساحة من الفرح، وما أظنها الحكاية الأولى ولا الأخيرة، وكل هذا ونحن ندّعي المثالية..! • وحين تسمع أو تقرأ ما يحدث من بعض رجال الهيئة تجد نفسك في حالة من الذهول، مع أن الحقيقة أنهم بشر يخطئون ويصيبون، لكن أن تصبح المدية هي الحل، فهي الحكاية الغريبة فعلاً! وكلكم قرأ عن تلك الحادثة التي حرّضت رجل الهيئة على الدخول في معارك مع مواطن انتهت بالطعن، مع أنه لم يقترف ذنبًا سوى أن زوجته كانت تلبس العباءة على الكتف، هذا الفعل الذي سمح لرجل الهيئة بالدخول في خصوصيات هذين الزوجين، وفي هذا تعدٍ سافرٌ على حريات الآخرين، الذين هم بالتأكيد يعرفون ما لهم وما عليهم، ولو كانت النصيحة باللطف لكانت أثمن بكثير، لكن السكين كانت الأسبق، وكأنها تريد أن تثبت لنا أننا مجتمع يرفض لغة الحوار، ويؤمن بلغة العنف، وهو ما يكاد يحدث أمامنا بصفة يومية.. فمتى نستطيع أن نتجاوز كل هذه السلوكيات التي بالتأكيد لا تصلح لبناء وطن يحلم بالوصول للعالم الأول..؟! • خاتمة الهمزة.. (أنا أحب الأسئلة الكبيرة.. الأسئلة المخيفة التي لا جواب لها.. أمّا تلك الفضولية فهي تزعجني بسذاجتها)، هذه خاتمتي.. ودمتم. [email protected]