عبّر رئيس الهيئة السويدية لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عن المقدسات الاسلامية في السويد وأبرز الدعاة في استوكهولم الشيخ حسان موسى عن إدانته وجميع المسلمين في السويد التفجير الذي وقع في العاصمة السويدية، وكافة اشكال العنف والاساءة والارهاب وترويع الآمنين. وقال “موسى” في حديث ل “المدينة” ان هذا عمل اجرامي بشع يجرمه ديننا الاسلامي، وتجرمه كافة الاديان والمواثيق وحقوق الانسان، ولا يقبله عاقل ولا يرضى به مسلم، مضيفًا ان قتل الابرياء مرفوض، تحت اي حجة ومهما كانت الدوافع والاسباب . وقال ان رئيس الهيئة السويدية لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عن المقدسات الاسلامية تعتبر أمن واستقرار السويد مطلبًا شرعيًّا واجتماعيًّا، يتحتم على الجميع عدم المساس به، او التهاون فيه، او مع من يعبث به. وقال الشيخ موسى ان الاقلية المسلمة في السويد تدين بشدة هذه التفجيرات وتعتبرها تحريضًا عليها، واستعداء المجتمع تجاهها، وهي ترفضها تمامًا، مؤكدًا ان جميع المؤسسات والجمعيات والمراكز الاسلامية في السويد ترفض تمامًا هذه الاعمال. جاء ذلك في حوار مع الشيخ موسى فيما يلي نصه: * بصفتكم احد ابرز الدعاة والعلماء المسلمين في السويد وعضو مجلس الافتاء الاوروبي ورئيس هيئة اسلامية في استوكهولم وامام وخطيب اكبر مساجد العاصمة السويدية، كيف ترى التفجيرين اللذين وقعا؟ - هذا عمل اجرامي مستهجن لا يقبله ديننا الاسلامي، ولا يمكن تبريره باي حال من الاحوال، وهو تحريض على الاسلام والمسلمين، في ظل صعود تيار اليمين المتطرف الذي يناصب المسلمين العداء. * هل كان لكم موقف واضح كجالية اسلامية؟ - اعلنا موقفنا بوضوح بمجر الاعلان عن هذا الحدث الخطير، واصدرنا بيانا ادنا في التفجيرات، واعلنا براءة الاسلام والمسلمين منه، واستنكرنا هذا الامر دون ان نعرف من يقف وراءه ومن المتورط، فهو حادث مستهجن ومدان. * القيام بهذه الاعمال من وجهة نظركم هل يؤدي الى تأجيج الكراهية وظاهرة “الخوف من الاسلام”؟ - بالتاكيد في ظل صعود اليمين المتطرف، ونجاحه السابق في الانتخابات الأخيرة، بشكل فاجأ الجميع، سوف يحمل هذا التفجير رسالة تحريض قوية لمن يتخذون مواقف مضادة للمهاجرين او ذوي الاصول الاسلامية او المنحدرين من أصول شرق اوسطية. * هل تعتقد ان التنظيمات الارهابية وخصوصًا “القاعدة” اخترقت الجيل الجديد من ابناء المسلمين في اوروبا؟ - للاسف هناك محاولات لاستقطاب بعض ابناء المسلمين في اوروبا من تيارات العنف والارهاب، وتحريضهم على الكراهية، وما التفجيرات التي شهدتها بعض الدول الاوروبية الا ثمرة مرة لهذا، ولقد دفع المسلمون ثمن ذلك، وشوهت صورة الاسلام، واسيء لديننا الاسلامي، وتعرضت بعض المساجد والمراكز الاسلامية في اوروبا لاعمال عنف، وكتابات مسيئة على جدرانها، واعتداء على مسلمات محجبات في الشوارع، بل قتلت مسلمة من اصول مصرية في المانيا على يد متطرف روسي. * بصراحة ياشيخ حسان هل هناك من كان يستغل المساجد في اوروبا للتحريض على العنف؟ - نعم للاسف كان هناك خطاب تحريضي من بعض القادمين من خارج السويد، وكان هناك شحن للشباب المسلم السويدي، ولكن هذا الامر انتهى، وكان للمؤسسات والمراكز الاسلامية والجمعيات المسلمة في السويد وقفة حازمة ضد هؤلاء. * وبماذا تفسر التفجيرات الاخيرة؟ - محاولات اجرامية للتحريض على المسلمين من اناس فقدوا عقولهم. * ولماذا السويد؟ - هناك ايد خبيثة وراء هذه التفجيرات وننتظر تحقيقات الجهات المختصة في الحادث. * هناك من يقول ان هذه التفجيرات قد تعجل بطرد المسلمين من الدول الاوروبية؟ - هذا غير صحيح بالمرة، نحن مواطنين سويديين ندين بالاسلام، ولنا حق المواطنة، ونتمتع بجميع حقوقنا، شأننا شأن غيرنا من الوان الطيف السويدي، ولكن اعمال العنف والتفجير تسيء للاسلام، وتحرض على المسلمين. 350 الف مسلم وصل الإسلام إلى السويد قبل نحو خمسين عامًا، كانت السويد مجتمعًا أحادي الثقافة والدين، ولم يكن يقطنها من اتباع الأديان الأخرى سوى عدد قليل من اليهود لا يزيد عددهم عن 10 آلاف شخص، غالبيتهم فروا من الإرهاب النازي، ذهب العديد من مسلمي تاتار القرم كتجار إلى السويد أبان الحرب العالمية الثانية، واستقروا بالعاصمة استوكهولم واسسوا اول جمعية إثنية للمسلمين في السويد عام 1947ومن هنا بدأ ينتشر الإسلام في هذه البلاد، ولا سيما في “المدن الصناعية”، بعد ان استقطبت السويد العمالة الإسلامية من تركيا و يوغسلافيا وشمال افريقيا. وخصصت الحكومة السويدية مبلغ 300،000 كرونة سويدية لترجمة جديدة للقرآن الكريم، وكانت وزيرة الخارجية قد صرحت قائلة: إن الاسلام في طريقه ليصبح دينًا سويديًّا مثل المسيحية واليهودية. والترجمة صدرت عن دار بروبريوس.