دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أمس الأول إلى بداية جديدة لعملية السلام، مطالبة الجانبين بمعالجة القضايا الاساسية "بدون تأخير"، وجاءت دعوة كلينتون بعد ايام على اعتراف ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما بفشل جهودها لاقناع اسرائيل بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية، مما انهى عمليا مفاوضات السلام المباشرة بعد ثلاثة اشهر على اطلاقها. في حين اعتبر تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، في بيان صحفي ، أن خطاب كلينتون "قديم بمضمونه وتفاصيله، وقد سبق أن باعتنا الخارجية الأمريكية مثل هذه البضاعة في أكثر من مناسبة في جولات مبعوثها إلى الشرق الأوسط جورج ميتشيل على امتداد العامين الماضيين" ودعت الوزيرة الامريكية الاسرائيليين والفلسطينيين الى معالجة القضايا الاساسية التي تشكل موضوع النزاع بينهم حتى اذا لم يوافقوا على عقد لقاءات وجها لوجه لأن الفلسطينيين يطالبون بوقف الاستيطان اولا، وقالت كلينتون امام العديد من المسؤولين السياسيين الاسرائيليين والفلسطينيين والامريكيين "حان الوقت لمعالجة القضايا الاساسية لهذا النزاع: الحدود والامن والمستوطنات والمياه واللاجئون والقدس نفسها"، واضافت "في الايام المقبلة ستكون محادثاتنا مع كل من الجانبين جوهرية وستكون حوارات في اتجاهين على امل تحقيق تقدم حقيقي في الاشهر المقبلة بشأن القضايا الاساسية لاطار اتفاق محتمل". ويصر المسؤولون الامريكيون على التوصل الى اتفاق من هذا النوع حول القضايا الاساسية بحلول أغسطس المقبل. وقالت كلينتون في خطاب في اجتماع برعاية مؤسسة بروكنيغز في مركز سابان لسياسة الشرق الاوسط ان "الولاياتالمتحدة لن تكون شريكا متفرجا"، واضافت "سندفع الطرفين الى عرض مواقفهم من القضايا الاساسية بلا تأخير وبالتفصيل"، وتابعت "سنعمل على الحد من الخلافات عبر طرح اسئلة صعبة وانتظار اجوبة حقيقية. وكذلك وفي حواراتنا الخاصة مع الاطراف سنقدم افكارنا ومقترحاتنا لردم الهوة اذا احتاج الامر". من جهته دعا مسؤول فلسطيني امس إلى عدم الرهان على خطاب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في مركز "سابان" لسياسات الشرق الأوسط وتأكيدها على الالتزام بتحقيق السلام في المنطقة، واعتبر تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، في بيان صحفي، أن خطاب كلينتون "قديم بمضمونه وتفاصيله، وقد سبق أن باعتنا الخارجية الأمريكية مثل هذه البضاعة في أكثر من مناسبة في جولات مبعوثها إلى الشرق الأوسط جورج ميتشيل على امتداد العامين الماضيين"، وتساءل خالد: "ما الذي كان يمنع الإدارة الأمريكية من أن تضطلع بدور نشط، غير متفرج، على امتداد فترة المفاوضات غير المباشرة ومفاوضات التقريب وما بعدها، خاصة وأنها احتكرت لنفسها وأقصت غيرها من الدول، وخاصة اللجنة الرباعية عن لعب أي دور في دفع جهود التسوية السياسية إلى الأمام"، وأضاف أن " واشنطن قامت بإفراغ مواقف اللجنة الرباعية الدولية من مضمونها، كما فعلت مع إعلان موسكو في مارس الماضي، والذي دعا إسرائيل إلى وقف جميع أنشطتها الاستيطانية في جميع الأراضي الفلسطينية وانحازت إلى سياسة إسرائيل الاستعمارية الاستيطانية". من جهة أخرى، استغرب خالد التصريحات التي أدلى بها وكيل وزارة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز في تشيلي، والتي انتقد فيها اعتراف كل من البرازيل والأرجنتين بدولة فلسطين على حدود 1967، واعتبر أن هذا الموقف "يفضح بذلك مجددا سر هذا التحرك الأمريكي الجديد، الذي يؤشر على تواطؤ أمريكي مع إسرائيل لقطع الطريق على اعتراف مزيد من الدول بدولة فلسطين"، ودعا المسؤول الفلسطيني إلى حسم الخيارات السياسية الفلسطينية وتفعيل إعلان الاستقلال الصادر عن المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988 بالتوجه "دون تردد" إلى المجتمع الدولي للاعتراف بدولة فلسطينية وقبولها عضوا في الأممالمتحدة، وذكر أن هذه الخطوة "مقدمة لإعادة بناء العملية السياسية والمفاوضات على أسس جديدة وتحت إشراف دولي ينهي احتكار وانفراد الإدارة الأمريكية بها وتكون فيها قرارات الشرعية الدولية مرجعيتها".