رغم اتفاق أهالي خميس مشيط على ان المدخل الرئيسي من الجهة الغربية باتجاه أبها يعد الشريان النابض للمدينة وهو مشروع نفق تقاطع الصناعية مع طريق الملك فهد إلا إن طول إغلاقه لفترة تتعدى 4 سنوات وبضعة أشهر يفرض سؤالا هاما : هل هناك من لا يعترف بأهمية وحيوية هذا الطريق ؟ . ويعاني سكان المحافظة ، البالغ عددها 950 الف نسمة ، من صعوبة الحركة المرورية خاصة مع تعثر إنجاز النفق الذي خلق أزمة سير حقيقية مع بدء العمل منذ 4 سنوات . وواقع المعاناة بدأ منذ منتصف سنة 1428ه ، حينما شرعت إحدى الشركات في تنفيذ مشروع تحسين الطريق في مدة يفترض ان تكون سنة واحدة ، الا انها امتدت سنوات أخرى وفي اتجاه واحد ما فرض حالة من التلبك المروري . وتسرب القلق من احتمالات طول المدة اذا ما بدأ التنفيذ في الاتجاه الآخر ، إلا أن المشروع توقف عن العمل نهائياً منذ عدة أشهر .. ووقعت إشكاليات بين المقاول والبلدية ، أثرت سلبياً على انجاز المشروع ، بالإضافة إلى اختناقات مرورية وحوادث يومية في الحفر المخندقة . وطالب عدد من سكان خميس مشيط بدفن النفق الذي يجري العمل حاليا على تنفيذه في مدخل المدينة من الجهة الغربية على طريق الملك فهد الرابط بين أبها وخميس مشيط، مؤكدين أن الإيجابيات المنتظرة من المشروع لن تتحقق قبل القضاء على السلبيات الناجمة عن سوء التخطيط للشوارع التي تم افتتاحها في الماضي . ودعوا إلى التوقف نهائيا عن استكمال المشروع ما لم تتم إعادة النظر في مسار الطريق الرئيسي الذي يربط شمال وغرب المدينة بجنوبها وشرقها، مؤكدين على أهمية تصحيح الخطأ الذي تم ارتكابه في تخطيط مسار هذا الشارع بما يضمن إيجاد منفذ لربطه بالشارع نفسه من الجهة المقابلة قبل الانتهاء من إقامة المشروع، وطالبوا بلدية خميس مشيط بإلزام مقاول المشروع بوقف العمل في النفق فورا والإسراع في اعتماد التعديلات المطلوبة لاستئناف التنفيذ وفقا لها. ويرى كل من عبدالله الشهراني ومحمد القحطاني أن النفق الذي طال انتظاره لن يحقق الهدف الذي اعتمد من أجله في ظل بقاء مسار أهم شوارع المدينة دون تصحيح، وما لم يتم تعديله فلن ينجح المشروع في القضاء على مشاكل الزحام ولا احتواء الكثافة المرورية التي تعاني منها مداخل المدينة وشوارعها الداخلية. وقالا انه يجب أولا العودة للوراء 10 سنوات لمعالجة الأخطاء الهندسية المرتكبة إثر تغيير مسار الشارع الذي تم اعتماده ليربط بين الأحياء الواقعة غرب وشمال المدينة وبين أحيائها الشرقية والجنوبية مخترقا طريق الملك فهد، ولو تم تنفيذ هذا الشارع الحيوي حسب ما تم التخطيط له لأصبح حلقة وصل يخدم كافة أحياء المدينة إلا أن تغيير مساره فجأة جعله بلا منفذ من الجهتين. وأكدا أن هذا الخطأ يعد سببا رئيسيا لمشكلة الزحام ومعاناة السكان في شوارع المدينة فمن كان قادما من الجنوب أو الشرق وأراد الوصول للجهة الأخرى من الشارع فإنه يتوغل إلى وسط المدينة للالتفاف ثم العودة من جديد للجهة المقابلة، أما المقبل من الشمال والغرب فيضطر للاتجاه إلى مدخل المدينة والعودة من جديد للوصول إلى الجهة المقابلة وهو أمر يستنفد الوقت والجهد ويؤثر على حركة السير. وأشارا إلى أن النفق لن يغير من الأمر شيئا في القضاء على هذه المشكلة مؤكدين أنها لن تنتهي إلا بحل مشكلة هذا الشارع الحيوي وإعادة مساره إلى ما كان مقررا له، وطالبا بلدية خميس مشيط بالقيام بمسؤوليتها تجاه الأخطاء الهندسية التي تم ارتكابها عند تخطيط الشوارع، والعمل على معالجتها قبل أن يجد العابرون أنفسهم محاصرين في شوارع المدينة نتيجة سوء التخطيط. خطأ هندسي واضح في هذا الاطار يؤكد المهندس عبدالله العمري صاحب مكتب العمري للاستشارات الهندسية أن الإنسان العادي يمكنه أن يلحظ الخطأ الهندسي الذي يعاني منه الشارع مشيرا إلى أنه بوضعه الحالي لا يخدم سكان المدينة ولا تتحقق الاستفادة منه حتى لو تم الانتهاء من النفق، وقال العمري إن الخطأ يتضح من خلال الحد من امتداد الشارع وقطع الطريق أمام العابرين، فهو يتوقف بالقادمين من الشمال والغرب في طريق الملك فهد الذي يخترق المدينة ويقسمها إلى نصفين وليس أمامهم إلا العودة من حيث أتوا. وفي المقابل فإن الطريق يتوقف بالقادمين من الأحياء الشرقية والجنوبية في الجانب الثاني من طريق الملك فهد وليس أمامهم إلا العودة من حيث أتوا أيضا، مستغربا أن توافق الجهات المعنية على تنفيذ الشارع بهذا الشكل الخاطئ فقد تم تحويله إلى طريقين لا رابط بينهما مع أنه كان بالإمكان تنفيذه عبر مسار واحد يربطهما مباشرة ليصبح طريقا دائريا يخدم كافة أحياء المدينة ويربط بين شوارعها بما يسهم في انسيابية الحركة المرورية، ويحد من معاناة العابرين الذين سيجدون أنفسهم مضطرين للدوران في حلقة مفرغة أو قطع مسافة طويلة للوصول للجهة الأخرى. وجدد رجال الأعمال في مدينة خميس مشيط مطالبهم بسرعة العمل على إنجاز النفق الذي وقف عائقا أمام أنشطتهم الاقتصادية وتسبب في تعرضهم لخسائر كبيرة تتجاوز الأربعين مليونا نظرا لضعف الإقبال على محلاتهم، فيما فضل عدد من أصحاب المحلات والمطاعم إغلاق محلاتهم نظرا لإغلاق الشوارع المؤدية إليها ولعجزهم عن توفير دخل لسداد الإيجار وشراء البضائع. ----------------------- رئيس البلدية : النفق سيحرر الخميس من التلبك المروري وعد رئيس بلدية خميس مشيط الدكتور عبدالله الزهراني بالقضاء على مشاكل الحركة المرورية بمجرد الانتهاء من أعمال النفق مؤكدا أن المشروع يشمل الشارع المشار إليه بحيث يكمل تقاطعين مهمين في المحافظة وهما تقاطع الصناعية القديمة وكذلك تقاطع شارع الأربعين عتود حيث يوجد جسران سوف تقام فوق النفق لربط هذين الطريقين مع طريق الملك فهد بالإضافة إلى وجود دوارين باتجاه المحافظة للعائدين لوسط المدينة وكذلك دواران للعائد إلى أبها. وأشار الدكتور الزهراني إلى أن المشروع يؤدي عدة وظائف بالإضافة للوظيفة الرئيسية للنفق وهو تحرير الحركة باتجاه أبها ذهاباً وإياباًَ ليصبح طريقا حر الحركة، إضافة إلى فتح طريق الأربعين عتود الذي ظل مغلقا ولم تتم الاستفادة منه منذ إنشائه من مدة طويلة لكن مع انتهاء النفق سوف يتم الاستفادة منه علماً أن هذا الطريق يجري إيصاله من الجهة الجنوبية وربطة مع طرق رئيسية تخدم المحافظة بالإضافة لربطه بمطار أبها وطريق الصناعية القديمة مرورا بطريق العمارة حتى عقبة شعار. وأكد الزهراني إن النفق سوف يؤدي وظيفة مهمة لربط طرق رئيسية وسيسهم في تسهيل الحركة المرورية وسيصبح واحدا من أهم تقاطعات المحافظة لافتا إلى أنه ليس هناك أي تعديلات في مسار الطرق بل حسب ما تم اعتماده سابقاً لها.