فاجعة مخيفة شغلت الجهات الأمنية وهزت قلوب الأمهات في المدينةالمنورة احترق على أثرها قلب أم عبد الرحمن والدة الطفل المخطوف أمس الأحد بمستشفى المدينة للنساء والولادة و الأطفال ولم يكمل من عمره يوم واحد على غفلة منها وهي لا تزال تحت تأثير مخدر العملية القيصرية التي أجرتها فجر السبت ورغم مرافقة والدة أم عبد الرحمن لها في الغرفة إلا أن أقدار الله نفذت وغاب الطفل الرضيع قبل أن يلتقم ثدي أمه ويذوق طعم الحياة . وجوه كساها الوجوم في غرفة بعيدة في المستشفى خفت ضوؤها تجمعت وجوه كساها الوجوم وغطى ملامحها الحزن تستشف نظراتها أسئلة محيرة تتلفت إلى من يفك رموز الفاجعة كيف ومتى ولماذا خطف ابنهم في ليلة فرحتهم بخروجه إلى الدنيا دون عين آمنة ترعي غفلة أمه المريضة وجدته التي استسلمت للنوم ظانة أنها في صرح آمن وحماية محكمة لتستيقظ مذهولة تتلمس فراش الطفل الذي خلي منه المكان وتبدأ سمفونية العويل والبكاء وتسرع خطى العاملات والممرضات ورجال الأمن في المستشفى يضربون أخماسا في أسداس في وقت فات الأوان وقد هربت الخاطفة بالطفل (أنس) هذا الاسم العزيز الذي اختارته أم عبد الرحمن لطفلها المخطوف ولم تجرب نداءه مرة واحدة. الألم صار ألمين “المدينة” زارت الأم المثكولة وهي على سريرها المنزوي في الغرفة الخافتة وحولها أحبتها يواسونها ويدعون بعودة ابنها (أنس) . والجميع يستجمع شجاعته أمامها خوفا من سقوط دمعة تزيد من آلامها النازفة . سألتها : هل رأيت ابنك قبل أن يخطف؟ قالت: رأيته ساعات قليلة ولكن لم أتمكن من إرضاعه بسبب العملية القيصرية ولن أنسى ملامحه التي تشبه ملامح أخويه عبد الرحمن 6سنوات ورغد 4سنوات ويقيني يدلني انه سوف يعود قريبا إن شاء الله ، ولدي إحساس قوي أن الخاطفة لديها قلب أم مثلي وسوف تشعر بلهفتي وخوفي وتعبي في حملة تسعة شهور مضنية و أتوقع أن ضميرها سوف يصحو وتعيده إلى حضني في وقت قريب . ارحمي قلبي وفلذة كبدي ثم توقفت أم عبد الرحمن عن الكلام بعد أن أسكتها البكاء. ثم عادت لتوجه نداء للخاطفة بأن ترحم قلبها ولا تحرمها من فلذة كبدها وتعيده بسرعة فأخوه واخته( عبد الرحمن ورغد) لم يرياه بعد ولادته وفي وقت الزيارة كانا يفتشان عنه في غرف المستشفى ويسألون الممرضات أين أخي الصغير انس . وعادت أم عبد الرحمن إلى نوبة من النحيب والبكاء المرير. و يد والدتها تربت عليها وتدعو لها بالصبر. الجدة : غفوة راح فيها الطفل.. واتهم سيدة أكاديمية التدريب بالاختطاف “المدينة “سألت جدة الطفل المرافقة كيف خطف انس وأنت بجواره؟ قالت : وضعت ابنتي فجر السبت الساعة السادسة بعملية قيصرية وكنت اعتني بالطفل حتى تفيق من آثار مخدر العملية وفي هذه الأثناء كانت تتردد علي غرفتنا سيدة بدينة تميل إلى اللون القمحي الغامق قليلا عسلية العينين مقلمة الحواجب بشكل خفيف جدا ولم أر وجهها كاملا في البداية اعتقدت أنها مرافقة ثم أخبرتني أنها من أكاديمية صحية للتدريب ولم اعرف منها سوي أنها مطلقة وتحب الأطفال وتعمل ضمن المتدربات في المستشفى ولا يوجد عليها بطاقة تدل على ذلك ولم يأخذني الشك . وأضافت : وقتها طلبت مني أن أنام وهي ترعي الطفل بدلا عني فرفضت ثم غفوت قليلا والطفل بجانبي فأنا لم انم منذ ثلاثة أيام بسبب وجودي مع ابنتي أم عبد الرحمن التي كانت تعاني من الآم المخاض والولادة وعندما صحوت الساعة السادسة صباحا لم أجد الطفل وسألت الممرضات ولم أجد عندهن جوابا وبحثنا جميعنا في جميع الأقسام وتم إبلاغ امن المستشفى والجهات الأمنية التي باشرت الحادث السابعة صباحا وأنا أتهم هذه المرأة لأنها الوحيدة التي حامت حولنا وقتا طويلا أتمنى أن تكشفها كاميرات المستشفى هذا إذا كانت الأجهزة تعمل في هذا الوقت حيث أبلغتني إحدى الممرضات إنها لا تعمل منذ فترة.. وأرجو من الله أن يلين قلب الخاطفة وتعيده دون مشاكل وان شاء الله يجمعنا الله بابننا قريبا وان تعثر الجهات الأمنية على الخاطفة بأسرع وقت.