عندما استطاعت أجهزة الأمن السعودية تسجيل إنجاز آخر لفضح أصحاب الفكر الضال من أعوان الشياطين ومن قف وراءهم في الداخل أو في الخارج فإن هذا الجهد هو سلسلة للإنجازات السابقة التي قادتها العقول الموفقة والنيرة من الأسرة المالكة والشعب السعودي الذي لا يرضى بغير هذه الأسرة بديلاً فهي التي أقامت الصلاة وآتت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهت عن المنكر ومدة الأيادي البيضاء لكافة أرجاء المعمورة بدون مَنَّ ولا أذى.. وعلى كل متشدق من الخوارج الأصليين أو المأجورين الذين يتخفون خلف الشبكة العنكبوتية ويتجولون باسماء مستعارة أو ينهقون في بعض القنوات الساقطة.. أن يدربكوا بأن راية التوحيد والأسرة حياضة يقربنا من الله، ومن هذا المنطلق فإن الوضوح والشفافية في طرق مسببات الانحراف الفكري الذي يراد من خلاله الانفلات الأمني لا سمح الله، أصبحا أمراً ضرورياً.. وفضلاً من إجرام هذه الفئة الخبيثة وإشغال رجال الأمن بتعقبها وتفكيكها.. فإن الأمر يحتاج إلى مواجهة بعض الظواهر التي طرأت في المجتمع وفي نظري بأنها تساهم في خرق النسيج الاجتماعي والأمني وتلحق أفدح الأضرار في المجتمع وهي: أولاً: دخول قوافل المجهولين ذكوراً وإناثاً عبر المناطق الحدودية من القرن الإفريقي وامتهان تصنيع وترويج الخمور والمسكرات والمخدرات ونشر الأوبئة جراء احتساء هذه الآفة الخبيثة. ثانياً: استهداف شريحة الشباب لأنهم عدة المستقبل في جريمة شنيعة لا تغفر. ثالثاً: عودة قوافل المتسولين من إحدى الدول المجاورة من الجنسين عند المساجد وفي الطرقات وعند الإشارات. رابعاً: ظهور بعض الشباب المتفسخ في بعض المناطق الذي لا يرتبط بانتماء ديني أو وطني وضعف دور المنابر المنزلية والتربوية والدعوية والأمنية تجاههم. خامساً: استهتار البعض بالمرجعيات الدينية وتدني مستوى خطب الجمعة وعدم ملامستها لواقع المجتمع والأمراض المستشرية في جسده الطاهر. سادساً: تدني مستوى التنسيق بين الأجهزة المعنية بمراقبة الميدان مما يقلل من التميز في ضبط الجريمة أو التقليل منها أو تفعيل الجانب الوقائي على الأقل. سابعاً: ظهور عدد ليس بالقليل أخذوا على عاتقهم وكالة الخوض في أمور المجتمع وهؤلاء أقرب للتنظير وحب الظهور الإعلامي والمجتمعي حتى في الملمات بينما أغفل الأخذ من ركائز المجتمع اللذين يقولون ويفعلون لديمومة الأمن وعز المجتمع وشموخه. ثامناً: انتشار التقنية بأيدي المجتمع والمقيمين والمجهولين على حد سواء دون رقيب أو حسيب حتى أن بعض العمالة البنغلاديشية تبيع المقاطع الإباحية والدسكات للأطفال وهي تحمل أفكاراً ضد الدين والأمن والمجتمع وبثمن بخس دراهم معدودة وعلى الوجه الآخر تقوم العمالة المجهولة بما تريد من خلال توفر بطاقات الشحن حتى في القرى النائية دون رقابة تذكر وسط فرحة المساهمين في شركات الاتصالات بجني الأرباح مقابل تفريخ الجريمة وتأصيلها في الوطن وبدم بارد، وأخيراً فإن أمن الوطن والمحافظة عليه والسير خلف قيادته السياسية والدينية والعمل بروح الفريق الواحد واستشعار الذات أمر حتمي حتى تبقى البلاد والعباد في مأمن من الاختراقات ومن ثم نضع كل متربص بالأمن والوطن وبرموزه تحت القدم فتحية لرجال الأمن ولكل الأجهزة التي تساهم في الملحمة الوطنية.. والله الموفق. بندر عبدالله ال مفرح - أبها