تعريفات التميّز كثيرة لغوية وتربوية؛ وأورد باقتضاب بعض التعريفات التربوية، ومنها تعريف العالم التربوي (دنزولي) بأن التميّز التربوي هو تمتع الفرد بقدرات فوق المعدل العادي والتمتع بالقدرات الإبداعية وقدرات العمل والإنجاز. وعرَّف مكتب التربية الأمريكي عام 1972م الأفراد المتميزين بأنهم الذين يتمتعون بدرجات عالية من الأداء بالمقارنة مع المجموعة العمرية التي ينتمون إليها في قدرة أو أكثر، ولكون العمل المتميز يشد الانتباه ويضيف جديدًا على ساحة العمل بإيجابيات فوق إدراك الأشخاص العاديين. وقد اطلعت على عمل أعتقد أنه من الأعمال المتميزة للمعلمة الجامعية بالمرحلة الابتدائية بالمدينة - بثينة النبيهي-، فقد قامت بابتكارات تربوية مميزة منها تأليف كتاب «كراس النشاط المساعد اليومي» للصف الأول في مادة القراءة والكتابة، أحسبه فريدًا من نوعه في كيفية تبسيط القراءة والكتابة. كما قامت بدورات عديدة في تحقيق مهارات مادة القراءة والكتابة للصف الأول الابتدائي، وفازت بالمركز الأول على منطقة المدينةالمنورة عن ابتكار وسيلة تعليمية، وأسند إليها رئاسة وتنظيم دورات تنشيطية لتطوير العملية التطويرية، وشاركت مع مكاتب الإشراف التربوي بأكثر من تسعة برامج تربوية وترفيهية، رشحت لحضور المؤتمر الدولي لمجموعة دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه(ADHD) - افتا- والمنعقد بالرياض عام 1430ه، وتعمل عضو في نشاطات مختلفة، وحصلت على أكثر من 15 دورة في مختلف التخصصات التربوية والتعليمية، كما حصلت على 25 شهادة تقدير من مختلف المستويات التعليمية والتربوية، رشحت لجائزة «المعلم المتميز على مستوى مجلس التعاون الخليجي» للشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم. ولضيق مساحة الزاوية اختصرت كثيرًا مما وقع بين يدي من نشاطات ومهارات متميزة لهذه المعلمة، وقد يوجد لها مثيلات في المناطق، لكنهن يعشن في الظل ولا يجدن من يتبنى تطوير ابتكاراتهن ومهارتهن بصورة فاعلة والاستفادة منها وتعميمها على الجهات التربوية في المناطق، ومشاركتهن في تأليف الكتب الدراسية التي تطالعنا بها الوزارة بين وقت وآخر لا تختلف كثيرًا عن السابقة إلا بجمال الإخراج، ولمعان الأغلفة وسماكة الورق الذي يثقل كواهل الصغار، وأعتقد أن الأخذ بأيدي المميزين والمميزات من قبل الوزارة وتعميم نشاطهم، يحدث نقلة من التنافس ويحرك السكون الذي يعيشه أكثر المعلمين والمعلمات، ويخفف من الشكوى المريرة من مخرجات التعليم العام، وإبراز المميزين والمبتكرين من الجنسين في وسائل الإعلام من أهم دوافع التنافس بين الوسط التعليمي ويؤدي لإثراء العملية التربوية والتعليمية بكفاءات جديرة برفع مستوى التعليم بالمملكة، ولا شك أن المسؤولين بالوزارة يدركون أن الاهتمام بالمعلم وتحسين أدائه هو الاهتمام بالثروة الحقيقية التي تحدد مكانة ومستقبل الأمم، ولكن العبرة بالتفعيل.. والله المستعان. [email protected]