أشعر أنّ مُراد بعض جهاتنا الحكومية من الكاتب السعودي هو ألاّ يكتب عن أيّ مشكلات إلَّا وفي جيبه.. حلّها!. لضيق مساحة فترينتي، أعطيكم (3) أمثلة فقط: لو كتب محمد الرطيان عن طريق خطر حول مدينته رفحاء، البعيدة عن العين، وبالتالي.. البعيدة عن القلب، وبالتالي.. البعيدة عن الخدمات، لازم يِجيب معه حل، وكأنه مهندس مدني ومُدير عام طرق، ولو كتبت لولو الحبيشي عن تعنيف الشغّالات، لازم تِجيب معها حل، وكأنها مسؤولة كبيرة في وزارة الشؤون الاجتماعية أو العمل، ولو كتب إبراهيم نسيب عن ماليزيا التي عيَّد فيها، راجيًا أن تُصرّف أمطارنا القليلة كما تُصرّف أمطارها الغزيرة، لازم يِجيب معه حل، وكأنه خبير في منظمة المياه العالمية (IWA)، فهل يُعقل هذا أيها المسؤولون؟. إذا كان مسؤولي هذه الجهات (المختصّة) لم يُعيّنوا في مناصبهم (التخصّصية) إلاّ لحلّ المشكلات، ومع ذلك يريدون حلولًا (تخصّصية) من كُتّاب (غير مختصّين) فما فائدتهم هم إذن؟. لماذا يعتبرون الكاتب الطارح للمشكلات بلا حلول مقترحة منه.. سلبيًا؟ أليس طرحه تشخيص لها؟ أليس بذلك قد كفاهم نصف العمل المُناط بهم دون نيله ريالًا واحدًا من رواتبهم المتضخّمة؟ أيريدون كذلك أن يكفيهم النصف الآخر وهو حلّها؟ هل مطلوبهم هو كاتب أعْمَشْ ضعيف البصر ليستريحوا ويُريحوا؟ مثل بعض أهل الكوفة في العصر العبّاسي، إذ كانوا يجلسون في طرقاتها بلا عمل، فإذا مرّ بهم التابعي الجليل سليمان بن مهران، المشهور بعمْشه، قالوا: سَلِمْنا من انتقاده، فيقول لهم: ما أدراكم أنني قد أؤجر وأكسب؟ وتُؤثمون أنتم وتخسرون؟.