اعترض اثنان من أعضاء اللجنة المكونة لتثمين العقارات المنزوعة لصالح مشروع توسعة مطار المدينةالمنورة على الأسعار التي وضعت للعقارات المنزوعة، وذلك بسبب تدنيها مقارنة بأسعار أراضي الجوار. فيما صبّ الملّاك جامّ غضبهم على اللجنة واتهموها بأن قراراتها عشوائية ولا تستند الى دراسة أو تنظيم. وأبدى بعض الملاّك استغرابهم من تلك الطريقة التي تم بها تحديد أسعار عقاراتهم، وقالوا: “إن سعر المتر لهذه العقارات قبل ثلاثين عاما وصل الى 900 ريال للمتر، وذلك حسب الاوراق والمستندات التي بحوزتهم (تحتفظ المدينة بنسخة منها) وصرفت للعديد من الملّاك في ذلك الوقت بعد نزع عقاراتهم، وتساءلوا كيف يهوي سعر المتر الآن وفي ظل الارتفاع الهائل لاسعار العقار الى 40 ريالا ولماذا هذا التناقض بالتثمين، وأضافوا بقولهم :“والغريب والمدهش بالامر ان المبلغ الاجمالي للعقارات المنزوعة رصد مسبقا بقيمة 700 مليون ريال قبل التثمين او النظر الى الاسعار . ومن جانبه أكد ل“المدينة" المهندس صالح المحيسن احد اعضاء اللجنة ومندوب الخبرة والتثمين، صحة اعتراضه على الأسعار المتدنية التي وضعت للعقارات المنزوعة، وقال عنها: “إنها أسعار متدنية مقارنة بأسعار مخططات الجوار، وعن الأسعار المفترضة والعادلة لتلك العقارات قال المحيسن بأنه من المفترض أن لا يقل سعر المتر عن 100 ريال ويصل الى 600 ريال في بعض العقارات. وبالإتصال أيضا على جمال فرغلي عضو اللجنة ومندوب التثمين قال: رفضت الموافقة على الاسعار التي وضعت، وذلك بسبب تدنيها لو تم مقارنتها بأسعار الأراضي المجاورة. وعن كيفية وضع تلك الأسعار المتدنية من اللجنة وهو عضو فيها، اكد فرغلي بانه لم يتم الأخذ برأيه كخبير ومثمّن للعقار!! . وتحدث ل"المدينة" بعض ملاّك العقارات المنزوعة حيث يقول اسامة عمر طه أحد ملاّك تلك العقارات يقول: قبل ما يقارب خمسين عاما اشترينا ارضا بجوار المطار الحالي وتم صرف الملايين عليها خلال تلك الفترة حيث تم استيراد نخل من العراق بقيمة 4 ملايين ريال وتم وضع خزنات مياه وسقيا بالوايتات بعد شح المياه تقدر ب 4 ملايين الريال، وتمسكنا بالارض لعل وعسى ان يأتي اليوم الذي يعوّضنا تلك الخسائر . وما أن نما الى علمنا بان هناك نية لتوسعة المطار حتى تمسكنا بالارض رغم العروض الكثيرة التي قدمت لنا لشرائها حيث ثمنت ارضنا قبل عشر سنوات بسعر300 ريال للمتر ورفضنا البيع، ولكن تفاجأنا بالاسعار التي وضعت من قبل اللجنة حيث ثمن سعر المتر بأرضي ب 40 ريالا للمتر!!!!، كما قاموا بإدراج جميع ارضي ضمن المشروع وتركوا لي شريطا بطول مترين بكامل طول الأرض لا استطيع الاستفادة منه. وطالب طه بمساواة سعر المتر بالمخططات المجاورة، مضيفا ان المبلغ المرصود وضع قبل التثمين من قبل المثمنين وقدرت الأسعار مسبقة حسب المبلغ المرصود. وقال يوسف كتبي وهو أيضا أحد الملاك :“أنا أرضي داخل مخطط العقول والسعر الآن وصل بمخطط العقول الى أكثر من 600 ريال بينما قدر سعر المتر لدي ب38 ريالا، واستقطعوا ربع الأرض ضمن المشروع ولم يسمحوا لي بالاستفادة من باقي الأرض بحكم قربها من المطار، وسبق وان رفضت مبلغ 200 ريال للمتر بمبلغ كلّي قدره ثلاثون مليون ريال . ويقول المواطن سالم الثقفي: “قبل أكثر من ثلاثين عاما قدّر سعر المتر لهذه العقارات 1000 ريال، بينما الان قدر نفس المتر ما بين 30 الى 50 ريالا واضاف ان ارضه مساحاتها 3000 متر مقام عليها مشروع كلف انشاؤه اكثر من 9 ملايين ريال، واليوم يتم تعويضي بسعر 40 ريالا للمتر !!!، رغم ان الاراضي التي تبعد عن المطار بأكثر من 4 كيلو مترات وصل فيها سعر المتر الى 600ريال، فأين الإنصاف من اللجنة ؟؟ فنحن نطالب بمساواتنا بالمخططات المجاورة حسب المتبع . وطالب كل من محمد وخالد بخت عمران المسؤولين بالتدخل وانصافهم ومساواتهم بالمخططات المجاورة وقالا: أرضنا لا تبعد عن الحرم سوى 10 كيلو مترات تقريبا وأسعار المخططات المجاورة وغير المخدومة تتراوح ما بين 600 ريال الى 1000 ريال، ونطالب بالمساوة وأضاف ان أرضهم ثمّنت قبل عدة سنوات بسعر 150 ريالا للمتر ورفضنا طمعا بتعويض مشروع المطار. الجدير بالذكر أن إجمالي التقديرات والتي وصلت إلى 700 مليون ريال تقريباً سيتم تسليمها لأصحابها فوراً، إذ أن مبالغ التعويضات تم رصدها ضمن ميزانية العام الماضي، وهي جاهزة للتسليم. ويتضمن مشروع مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينةالمنورة تطوير المطار على مرحلتين ستصل الطاقة الاستيعابية له بنهاية المرحلة الأولى إلى 8 ملايين راكب سنويًا، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 12 مليون مسافر بنهاية المرحلة الثانية. ومن المنتظر أن تنتهي المرحلة الأولى لتطوير المطار بنهاية عام 2014ه وسوف يتم استكمال مراحل المشروع بناء على قياس حركة المسافرين في المرحلة الأولى، والتي سيتم من خلالها تحديد معدل التوسع في المرحلة الثانية منه وتُعد المدينةالمنورة رابع أكبر مدينة في المملكة من ناحية عدد المسافرين القادمين إليها جوًا، حيث نمت الحركة الجوية في مطارها بنسبة 7.9% في عام 2008م مقارنة بالعام الذي سبقه بعد أن وصل عدد المسافرين في المطار إلى 4 ملايين مسافر تقريبًا، وكان مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة قد تحوّل بأمر من خادم الحرمين الشريفين قبل 4 سنوات إلى مطار دولي نظرًا لأهمية دور قطاع النقل الجوي في خدمة الحجاج وزوار المسجد النبوي الشريف.