في البداية ليس كل قسم بالله تشكيكا في القاسم أو تخوينا له بل من القسم ما هو تأكيد لصدق النية والنوايا، وها هم رؤساء الدول وملوك الأرض يقسمون عند توليهم السلطة وأمام الكل والوزراء والمسؤولين والعسكر والجند والأطباء يقسمون على الإخلاص والجد والحفاظ على الأسرار والمصلحة العامة، وكلما كبرت المسؤولية كان مطلب القسم والحاجة له أكبر، ومن هذا المنطلق ومع ما كتبت وكتب غيري عن اللهث على التدكتر، “وهي أعلى شهادة علمية دنيوية”، وبعد أن عرفنا وتعرفنا على دكاترة الغفلة من حوانيت الشهادات التي لا تتعدى أن تكون حبرًا على ورق وليس لها حقيقة ولا لصاحبها استحقاق للقب ولا حمله، ويصبح رمزًا لمهزلة التدكتر بين عشية وضحاها. وهؤلاء مفضوحون في المجتمع ويشار إليهم بالبنان والكل يعرفهم وإن لقبهم البعض بدكتور فما هي إلا للاستهزاء والازدراء. وحتى وإن أنشأوا باسم دكترتهم الزائفة مواقع إلكترونية على الشبكة العنكبوتية المليئة بالغث والسمين. وبقي فريق من دكاترة تحسبهم كذلك وأنهم فعلًا تدكتروا بحق وحقيقة وشهاداتهم من جامعات معروفة معترف بها، وأيضا آخرون تدكتروا بحق وحقيقة ولكن ترقياتهم العلمية ليس لهم فيها يد ولا جهد وأبحاث الترقية ليست بجهدهم واجتهادهم، وهؤلاء من تكلمت عنهم من قبل وكتبت أن أبحاثهم للدكتوراه بالنسبة للفريق الأول وأبحاث الترقية بالنسبة للفريق الثاني، قام بها آخرون مختصون متخصصون وعلى كفاءة علمية، ولكن بسبب قلة الحيلة وطلب المال الذي يندر في بعض الدول وتعم الندرة حتى أصحاب القدرة العلمية بجميع أنواعها وأشكالها ولقلة الأمانة قاموا بها، أو أنهم تحت السلطة لهؤلاء المبتزين وكونهم مرؤوسين وأعرف معرفة اليقين من قام بأبحاث لغيره وما ذلك إلا بسبب عمودية الطالب للمطلوب منه وهو لا حول ولا قوة له. وبعد طول تفكير أقدم اقتراحا لعله يجد صدرا رحبا وتتبناه وزارة التعليم العالي وكل جهة تقبل أبحاثا علمية أو تحكمها أو تعين بالدكتوراه أو تعطي ترقية علمية، بأن يستحدث قسم بالله للباحث أو المتدكتر أو طالب الترقية أو طالب التعيين وينص عليه نظام التعيين والترقية في الدرجات العلمية وحمل اللقب، بأنه يقسم بالله أن هذا البحث الذي سينال عليه اللقب والتعيين أو الترقية العلمية “الدكتوراه ودرجاتها العلمية” أو ما كان من ميزة انه من جهده وبمجهوده وبجده وحسب الطرق العلمية المشروعة وأبحاثها وان ما يقوله ويقسم به، الله عليه شاهد وشهيد. وبهذا تعود الطمأنينة وعدم الشك الذي أصبح يساور الكثير حول دكترة الكثير واستحقاقهم للقب العلمي أو للترقيات العلمية وأما من لم تعترف وزارة التعليم العالي بشهادتهم وحصلوا عليها من حوانيت الشهادات الورقية وبقصاصات صحافية فالواجب على الإعلام عدم إعطائهم هذا اللقب نهائيا، وما أدى إلى التسابق لحمل اللقب “لقب دكتور” هو الإعلام لأنه يكتب قبل الاسم ويعرف به صاحبه وان كان الموضوع في غير تخصصه، والغرب يلقب بالدكتور في مجال التخصص فقط وغيره باسمه المجرد وهذا الإجراء والتصرف الصحيح حتى نكف عن التفاخر والمفاخرة الكذابة وأننا علماء في كل علم. وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرا من أحد سواه. فاكس 6286871 ص، ب 11750 جدة 21463 [email protected]