أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس أنه سينتهز فرصة ترؤس فرنسا لمجموعة العشرين للسعي إلى إقامة «نظام نقدي دولي جديد» يضع حدًا ل «الفوضى» التي تشهدها الأسواق النقدية. وقال ساركوزي: لا يمكننا بعد اليوم البقاء في هذه الفوضى النقدية. وأضاف في مقابلة بثتها ثلاث قنوات تلفزيونية فرنسية غداة التغيير الحكومي في فرنسا: ينبغي «إقامة» نظام نقدي دولي جديد. وأكد الرئيس الفرنسي أن الصين «اللاعب المركزي في هذا الملف» أعلنت موافقتها على تنظيم مؤتمر في الربيع المقبل حول قضية العملات «في محاولة لإحراز تقدم». وتعهد قادة دول مجموعة العشرين الأسبوع الماضي في سيول مكافحة التلاعب بسعر العملات الوطنية والحمائية إلا أن الخلافات بين الولاياتالمتحدة والصين حالت دون تحقيق مزيد من التقدم لإعادة التوازن إلى الاقتصاد العالمي. من ناحية أخرى وبعد ساعات من تحذير رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي أمس الأول من أن منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي بأسره “لن يبقيا” إذا لم تحل أزمة الديون الباهظة التي ترزح تحتها ميزانيات بعض الدول الأعضاء، في حين تتنامى المخاوف بشأن الوحدة النقدية. أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن اعتقادها بأن منطقة اليورو ليست في خطر. وقالت ميركل أمس الاول في مقابلة مع القناة الأولى في التليفزيون الألماني (إيه.آر.دي): «لا أعتقد أن منطقة اليورو معرضة للخطر، لكن لدينا اضطرابات وأوضاعا لم أكن أتخيلها قبل عام ونصف». وأضافت المستشارة: «الأهم هو أننا نحسن تنسيق قوتنا الاقتصادية بجانب إجراءات الإنقاذ المقررة». يذكر أن فان رومبوي حذر من قبل من تعرض العديد من دول الاتحاد الأوروبي للانهيار بسبب أزمة الديون. وفي سياق متصل ذكرت ميركل أنه يتعين على الدول الأضعف تعزيز قدرتها على المنافسة، إلا أنها أشارت في الوقت نفسه إلى أنه يتم حاليا بذل الكثير من الجهود في هذا الأمر في اليونان وأسبانيا والبرتغال. وفي إشارة إلى مشكلة الديون لدى أيرلندا قالت ميركل: إن هناك مظلة إنقاذ مالي إذا احتاجت دولة في منطقة اليورو لتلك المساعدة، إلا أنها أشارت في الوقت نفسه أنها لا ترى أن أيرلندا في حاجة إلى ذلك في الوقت الحالي وأعلن رئيس مجموعة يوروجروب جان كلود يونكر ان وزراء مال منطقة اليورو مستعدون للتحرك “بتصميم وفي شكل منسق” إذا استدعى الامر حفاظا على الاستقرار المالي للاتحاد النقدي في ضوء الأزمة التي تشهدها أيرلندا. وقال يونكر إثر اجتماع لوزراء مال منطقة اليورو في بروكسل طغت عليه المخاوف التي أثارها الوضع المصرفي والمالي لايرلندا “نؤكد اننا سنتحرك بتصميم وفي شكل منسق لضمان الاستقرار المالي لمنطقة اليورو عند الضرورة”. وأشاد ب “نية السلطات الايرلندية إجراء مشاورات مع المفوضية الاوروبية وصندوق النقد الدولي بهدف تحديد أي دعم ضروري لمواجهة اي خطر في السوق”. وأضاف يونكر ان “المشاورات التي ستتم بين ايرلندا والمفوضية والمصرف المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي ستتيح ان تكون في متناولنا كل العناصر التي نحتاج اليها في حال كانت ايرلندا في وضع طلب مساعدة”.