هل ترك أثرًا أدبيًّا؟ قلت: له ديوان شعر، ومجموعة من القيم، والمثل، والحياء. قال: إذن لم يمت. كان الحديث عن الشاعر الأديب الصحفي عبدالغني قستي، جندي الصحافة المجهول، الذي آثر أن يعيش طوال حياته في الظل، ويموت في صمت. * كان وراء تأهيل جيل من الصحفيين، يعترفون له بالأستاذية والريادة، بعضهم تخطّاه إلى رئاسة التحرير، لكن ذلك لم يغضبه، أو يقلل من حماسه ومكانه. كان راضيًا بموقعه، يحب عمله، لا طموحات وظيفية تشغله، ولا المظاهر تأخذه. * أعترف بقصور معظمنا نحوه، فقد كنا نظن أن هناك وقتًا، وأنه لن يموت قريبًا، لكن الموت لا يعرف الانتظار، لذا شعرت بحزن مضاعف حين تلقيت خبر وفاته. * حاول الدكتور محمد عبده يماني أن يصحح قصور جيل، فجلس مع أسرة الفقيد يتقبّل العزاء يوم وفاته، شعرنا وهو المعروف بأفضاله وخصاله أنه كان يمثلنا جميعًا. شعرنا أنه جاء ليعتذر لأسرته عن كل الذين قصّروا في حق الفقيد من تلامذته. لم تمر سوى أيام قلائل، لنُفجع في الإنسان الذي أراد أن يُغطّي أخطاءنا.. مات محمد عبده يماني، الرجل، الرجل. كان مصابًا جللاً، تركت وفاته في مجتمعنا كله حزنًا، دوره لا يُختصر في كلمات قصيرة. (إنا لله وإنا إليه راجعون).