دعا قائد قوة الدفاع المدني في عرفة العميد عبدالله حسن جداوي إلى اعادة النظر في الخيام التقليدية بعرفات للحد من أي مخاطر محتملة مؤكداً تغطية جميع مناطق التوسعة الجغرافية والتي أضافت ما يزيد عن 35% إلى المساحة الكلية لمشعر عرفة بشبكات الإطفاء وفرق الإنقاذ والإسعاف لتوفير أعلى درجات السلامة لضيوف الرحمن في يوم الحج الأكبر (اليوم). وأضاف أن مواقع الخيام التقليدية بعرفة لا تزال تمثل الهاجس الأكبر لزيادة عوامل الخطورة فيها، مؤكداً انها تتطلب المتابعة المستمرة، واتخاذ الإجراءات الاحترازية للوقاية من احتمالات الحريق والتأكد من توافر كل متطلبات السلامة بها وأكد أهمية الحزم في تنفيذ قرار حظر دخول الغاز المسال إلى المشاعر وتطبيق الإجراءات النظامية على المخالفين، وفيما يلي نص الحوار : * اجتماع الحجاج في وقت واحد بمشعر عرفة اليوم، هل يمثل تحدياً لرجال الدفاع المدني؟ - لا شك أن تواجد جموع الحجاج بعرفة يمثل تحدياً كبيراً، ليس للدفاع المدني فقط بل لكافة الأجهزة الأمنية والجهات الحكومية العاملة في موسم الحج، لتجنب كافة المخاطر في صعود الحجيج لعرفة أو وقوفهم به طوال نهار يوم التاسع من ذي الحجة ومن ثم نفرتهم إلى مزدلفة مع مراعاة اختلاف الطبيعة الجغرافية لمشعر عرفة عن منى ومزدلفة، والتي تختلف معها توعية المخاطر الافتراضية وسبل التعامل معها، سواء من الناحية الوقائية أو المواجهة في حال وقوع الحوادث لا قدر الله، إلا أن الإمكانات الضخمة التي وفرتها الدولة للدفاع المدني مكنته من الوصول لأعلى درجات الجاهزية للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن. * تضمنت خطة تدابير الدفاع المدني بالحج هذا العام 12 خطراً افتراضياً فما هي هذه المخاطر في عرفة؟ - المخاطر الافتراضية التي تضمنتها خطة تدابير الدفاع المدني ، تم رصدها على ضوء دراسات ميدانية وعلمية لكافة المتغيرات المناخية والجغرافية، وبيئة المشاعر، وكذلك المشروعات الجديدة لتيسير أداء مناسك الحج، مثل قطار المشاعر وعملية تهذيب وتسوية الأرض في عرفة، ولعل الخيام التقليدية، تظل هي الهاجس الأكبر في عرفة، لتزايد عوامل الخطورة فيها يضاف لذلك مخاطر السيول والأمطار والزحام الشديد في بعض المواقع خاصة المحيطة بمسجد نمرة وجبل الرحمة. * لكن التوسعة الجغرافية لعرفة وتهذيب الجبال ألا يخفف من مخاطر الزحام والتكدس؟ - لا شك أن هذه التوسعة، أضافت ما يقرب من 38% إلى المساحة الإجمالية لمشعر عرفة، ومن ثم أسهمت في خفض معدلات الكثافة البشرية، وحدة التكدس في كثير من المواقع، وهو الأمر الذي يعني في ذات الوقت زيادة قدرة فرق ووحدات الدفاع المدني على التحرك السريع للتعامل مع أي أحداث طارئة. * وهل تم تغطية هذه المساحة الإضافية بخدمات الدفاع المدني؟ - تم تغطية هذه المساحة المستحدثة والتي شملت 10 مواقع بشبكات الإطفاء، بالتنسيق مع وزارة الحج والشؤون البلدية والقروية، للتأكد من جاهزيتها لاستقبال الحجاج، وخلوها من كل ما يهدد سلامتهم، وهناك شبكة لإطفاء الحرائق تتكون من 1300 مأخذ للمياه تغطي كل أرجاء عرفات بما في ذلك المواقع المستحدثة، ويقوم على تشغيل هذه الشبكة أكثر من 1000 رجل دفاع مدني ينتشرون في مواقع مختارة، بالإضافة إلى إمكانية الاستعانة بشبكات آخرى في أعمال الإطفاء متى كانت هناك حاجة لذلك، كما تم نشر 31 فرقة ثابتة و 30 فرقة متحركة للإطفاء والإنقاذ والإسعاف ودوريات السلامة ووحدات المساندة. مواجهة السيول * مع تزايد احتمالات سقوط أمطار غزيرة على المشاعر خلال موسم الحج، هل ثمة استعدادات خاصة لمواجهة مخاطر السيول بعرفة؟ - هناك خطة تفصيلية يتم تنفيذها في كافة المشاعر المقدسة في حال سقوط أمطار غزيرة تشمل نشر فرق ووحدات الإنقاذ المائي، المجهزة بالقوارب السريعة، والاستعداد لإخلاء المواقع المعرضة لمخاطر السيول واستعدادات الدفاع المدني بعرفة لهذه المخاطر، بدأت بالمتابعة لشبكة تصريف مياه الأمطار ورصد مواقع تجمعها، وإتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بشأنها. وكانت الأمطار التي هطلت خلال الأيام الماضية تمثل اختباراً حقيقياً جيداً لهذه الاستعدادات، كما كشفت عن أبرز نواحي الخطورة، وكفاءة خطط مواجهتها. مواقع عالية الخطورة * هل ثمة مواقع عالية الخطورة في عرفة؟ - مواقع الخيام التقليدية كما أشرنا من قبل والزحام الشديد حول مسجد نمرة من ابرز المواقع التي تزيد بها درجة الخطورة، ونحن نتعامل مع هذا الوضع بتكثيف فرق ودوريات السلامة المكلفة بمتابعة عملية نصب الخيام والتأكد من وجود أدوات السلامة بها، وعمرها الافتراضي وأساليب تخزينها، لتجنب مخاطر الحريق بها، وفي هذا الإطار نراقب الالتزام بقرار حظر دخول الغاز المسال للمشاعر، دون تهاون، ويتم تطبيق العقوبات النظامية المقررة بحق المخالفين، ومصادرة الأسطوانات والمواقد التي يتم ضبطها بالإضافة إلى تكثيف الوحدات والفرق الثابتة، والمتحركة في محيط مسجد نمرة لتنظيم حركة الحجيج، وفك الاختناق والزحام، وضمان انسيابية الحركة في الطرق قدر الإمكان. * وماذا عن مشروع قطار المشاعر ومتابعة متطلبات السلامة فيه بمشعر عرفة؟ - هذا المشروع الجديد أضاف مهام جديدة لرجال الدفاع المدني، واستلزم تخصيص عدة وحدات وفرق تنتشر على طول مسار القطار وبالقرب من المحطات، ومخارج الطوارئ وبالقرب من المحطات، وتم بالفعل نشر أكثر من 250 فرداً من قيادة الدفاع المدني بعرفات لخدمة قطار المشاعر على طول 3 محطات، وجميعهم من المدربين على التعامل حوادث القطارات، وذلك بالتنسيق مع الشركة المشغلة للقطار. النقل الترددي * الترددية الجديدة في تفويج الحجاج بالمشاعر، كيف يتم التعامل معها؟ - مشعر عرفات يعتبر مدينة اليوم الواحد، يجتمع به الحجاج في ساعات محددة، وتم دراسة ترددية تفويج الحجاج إلى عرفة ونفرتهم منها بالتنسيق مع الأمن العام ووزارة الحج، لتحديد مداخل ومخارج الطوارئ، مع الأخذ في الاعتبار حساسية بعض المواقع وزيادة تمركز قوات الدفاع المدني بها.