جدد الفلسطينيون في الذكرى السنوية ال93 لوعد بلفور (2/11/1917) التأكيد على رفض هذا الوعد، مشددين من جديد على أن هذا الوعد الظالم يمثل عطاء من لا يملك لمن لا يستحق، ودعوا بريطانيا مجددا لتقديم اعتذار للشعب الفلسطيني على الظلم الذي لحق به نتيجة ذلك الوعد، الذي مهد الطريق لقيام إسرائيل على أرض فلسطين. وقالت وزارة الثقافة في حكومة غزة إن الثاني من نوفمبر 1917 ، كان يوما مشهودا في تاريخ الشعب الفلسطيني خاصة والمنطقة العربية عامة، يوم أن أصدر وزير خارجية بريطانيا الأسبق اللورد بلفور وعدا لليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين، وعدا ظالما ممن لا يملك لمن لا يستحق، وأضافت: هذه الجريمة تتحمل مسؤوليتها الكاملة الحكومة البريطانية، وتتحمل ما ترتب عليها من جرائم هذا الوعد، مما يستلزم من بريطانيا أن تقدم اعتذارا واضحا للشعب الفلسطيني، وتعويضا كاملا عما لحق به على مدار 93 عاما من التشريد والمعاناة، والعمل في نفس الوقت على وقف سياسة الانحياز الى الكيان الصهيوني غير الشرعي. * * * لقد كانت بريطانيا هي التي تولت وحدها كبر هذه المأساة المروعة، التي تجاوزت في دمويتها وإجرامها واستمرارها ل 93 عاما، حتى جرائم السفاح الماركسي جوزيف ستالين، الذي قام بتهجير الشعوب الإسلامية المنضوية سابقا تحت مظلة الاتحاد السوفيتي الى سيبريا، حيث مات الألوف منهم. هي ( أي بريطانيا ) التي فتحت أبواب الهجرة الصهيونية لفلسطين، باعتبارها دولة الانتداب وبالتآمر مع الوكالة الصهيونية، وهي التي قامت بتدريب عصابات القتل الجماعي الصهيوني، التي أسرفت في المذابح ضد الفلسطينيين العزل، وهي أخيرا التي سلمت كل المواقع الاستراتيجية في البلاد فور انتهاء سنوات الانتداب وانسحاب قواتها، حيث تمركزت العصابات الصهيونية المسلحة ثم أعلنت الدولة. إن الطلب الفلسطيني بالاعتذار والتعويض لا يجب أن يصدر عن الفلسطينيين فحسب، بل يجب أن يصدر أيضا عن جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، لكن الثبات عليه والمثابرة لتحقيقه، يتطلب اجتماع الكلمة ووحدة الصف وتعبئة الأمة ويبدو كل ذلك غير قريب.