مُنتج أو اختراع جديد قرأت عنه وشاهدت صوره سيحل محل«المسطرة» التي لا يستغني طالب عن اقتنائها لزوم المتطلبات المدرسية التي يهيئ لها أولياء الأمور أبناءهم قبل الولوج إلى المدرسة. فقد حلت أداة جديدة تستطيع من خلالها رسم خط مستقيم بدون مسطرة. توضع هذه الأداة في رأس القلم.. وتقوم هي بعمل القياسات اللازمة حتى ترسم خطًا مستقيمًا تمامًا. هذا المُنتج الجديد ليس إعجازًا في حد ذاته في ضوء ما نشاهده اليوم من آلاف المنتجات والاختراعات في أسواقنا والتي ينحصر دورنا في اقتنائها.. واستعمالها دون أن نعرف أي شيء عن كيف وصلت إلى أيدينا ومن فكر فيها أو لماذا لا نمتلك في بلادنا العربية الشاسعة تلك العقليات الجبارة التي تقوم كل يوم بالتفكير بالجديد الذي يخدم الإنسان ويسهل حياته على الأرض التي جعلها الله له سكنًا ومستقرًا! بل والأدهى والأمر أن هناك من يُقنع نفسه بأن ما نحن عليه من غفلة ونقص عقل هو هبة من الله الذي سخر لنا «الكفار» ليفكروا وينتجوا مختلف المنتجات، بينما وهبنا الثروة والمال الذي نشتري به منتجاتهم دون أن نتعب أو نشقى أو نحرك حتى عقولنا التي أصبحت خالية إلا من سقم التفكير. ويذكرني كل هذا بطرفة تقول أنه كان في أحد المستشفيات مريض كان الأمل الوحيد لنجاته هو نقل «مخ» بعد تلف مخه في حادثة مرورية. وقد خير الطبيب عائلة المريض بين نقل «مخ» من متبرع «عربي» وهذا تبلغ قيمته مائة ألف دولار، أو «مخ» من متبرع «غربي» وهذا قيمته ألف دولار! فلما سألت عائلة المريض عن سبب الاختلاف الشاسع بين قيمة المخين، وارتفاع سعر المخ العربي، أجاب الطبيب: لأن «المخ» العربي «على الزيرو» .. لم يتم استعماله؟! وإذا سألني أحدهم في النهاية: ما علاقة المسطرة بكل ما قلته حول المخترعات والعقل العربي وعملية نقل «المخ» .. إلخ؟ أقول أنه بالمسطرة كان المدرس في أيامنا يضرب الكسلان منا على يده ليوقظه لمتابعة الدرس والتحصيل. واليوم، وبعد أن حلت أداة أخرى بدل المساطر، فإن السؤال هنا يصبح: كيف يستيقظ العرب؟.