أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس خلال إحياء الذكرى السادسة لرحيل ياسر عرفات في رام الله أنه سيبقى ملتزما بالثوابت التي التزم بها الرئيس الفلسطيني الراحل. وشارك في حفل إحياء الذكرى قرب ضريح عرفات آلاف الفلسطينيين فيما منعت حركة حماس تنظيم احتفالات في قطاع غزة، وقال عباس في خطاب ألقاه في المناسبة، مشيرا إلى شعارات كتبت على لافتة خلف المنصة: “هذه الكلمات هي كلمات بليغة تعبر بكل صدق عن حقيقة موقفنا”، وكتب خلف عباس “موقفنا ثابت والدولة بلا استيطان والقدس عاصمة لنا والعودة إلى الوطن”. وقال الرئيس الفلسطيني: “نحن على العهد باقون، واتحدى أن كان هناك أي تنازل واحد منذ 48 لغاية الآن عن أي ثابت من ثوابتنا”. وحول قرار القيادة الفلسطينية اللجوء إلى مجلس الأمن الذي اعتبرته الولاياتالمتحدة وإسرائيل أحادي الجانب، قال عباس: “نحن نفكر أن نذهب إلى مجلس الأمن، وتفكيرنا هذا اعتبروه تصرف أحادي الجانب، وهم “الإسرائيليون” يقومون بأعمال أحادية بدأ من الجدار والاجتياح والقتل وقلع أشجار الزيتون، فهذا لا يعتبر تصرفًا أحادي الجانب”، وتابع: “لازال هناك ظلم في العالم، ولا بد أن نرفع صوتنا، ونحن نفذنا كل التزاماتنا منذ العام 1993، ونتحدى الجميع أن كانت إسرائيل نفذت التزامًا واحدًا منذ ذلك التاريخ”. من جهته جدد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة ومسؤول مؤسسة ياسر عرفات الخميس تحميل إسرائيل المسؤولية عن “اغتيال” عرفات، وقال القدوة: “لن نمل من إصرارنا في البحث عن قطعة الدليل الأخير على اغتيال ياسر عرفات”. وأضاف: “لدينا قناعتنا بذلك منذ البداية، وأكدنا مسؤولية إسرائيل عن عملية الاغتيال، لكنا نريد الدليل على ذلك وسنحصل عليه”. وكان عرفات توفي في 11 نوفمبر عام 2004 إثر إصابته بمرض غامض بعد أن تمت محاصرته من قبل إسرائيل في مكتبه برام الله. ويقول أكثر من مسؤول فلسطيني أنه توفي مسمومًا. وقد توقفت الدروس في المدارس والعمل في المؤسسات الحكومية اليومية للمشاركة في إحياء ذكرى رحيل عرفات. وغصت الساحة الرئيسية المحاذية لضريح عرفات في رام الله “المقاطعة” بآلاف الشبان والشابات والنساء والرجال، وهم يحملون الأعلام الفلسطينية ورايات حركة فتح، وأغلقت قوات الأمن الفلسطيني الطرق المؤدية إلى المقاطعة أمام المركبات، وسمحت فقط للمشاركين في الاحتفال بالسير على الأقدام ودخول المقاطعة بعد الخضوع لتفتيش أمني. وعلقت على بناية مجاورة لمكان الاحتفال صورة عملاقة للرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس عرفات وكتب عليها “حملنا الأمانة ولن نحيد عن الدرب”. وتوشح الكثيرون بالسواد، حيث ارتدوا الشال الفلسطيني الذي تميز به الزعيم الراحل، وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية وعلم فتح، ويحملون صور عرفات. من جانب آخر، أكدت هيئة العمل الوطني الفلسطيني في قطاع غزة أمس أن الشرطة الفلسطينية التابعة لحماس منعت إقامة المهرجان المركزي لإحياء الذكرى السنوية السادسة لوفاة عرفات بحسب بيان رسمي. وقالت هيئة العمل الوطني التي تمثل كافة التنظيمات الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير: “إن هيئة العمل الوطني قد تصرفت بمسؤولية عالية وحرص وطني كبير وتقدمت حسب الأصول للجهات المعنية في قطاع غزة كما أجرت الاتصالات اللازمة لضمان إقامة المهرجان المركزي في ساحة الكتيبة بجوار جامعة الأزهر”. وأضاف البيان: “إلا أن هيئة العمل الوطني فوجئت برفض طلبها هذا دون ذكر الأسباب إلى جانب شن حملة اعتقالات واستدعاءات واسعة، الأمر الذي يحول دون إقامة مهرجان الوفاء للقائد الشهيد”. وعبرت الهيئة عن استغرابها وأسفها الشديدين لهذا الرفض غير المبرر وغير المقبول بكل المعاير الوطنية والأخلاقية، قائلة: “إنه لا يخدم مطلقا الأجواء الإيجابية الساعية لتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية”. وأكدت أن هذا الإجراء لا يمكن أن يحول دون الوفاء لذكرى الرئيس أبو عمار رمزًا للنضال الوطني وقائدا لمسيرة شعبنا، ولا يمكن لأية قوة مهما بلغت أن تنزعه من عقول وقلوب شعبنا الفلسطيني في كل مكان. من جهته أدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان قرار الشرطة في غزة بمنع إقامة مهرجان أو أي فعاليات بمناسبة إحياء ذكرى وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات. وحسب المركز فإن الشرطة الفلسطينية قد منعت إقامة المهرجان في ذكرى وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات لدواعي أمنية، وخوفًا من تكرار الأحداث التي رافقت مهرجان مماثل لحركة فتح في العام 2007، وراح ضحيته عدد من المواطنين. من جانب آخر أفاد بيان لحركة فتح في رفح جنوب قطاع غزة أن أجهزة أمن حماس اقتحمت قبل قليل مكتب النائب أشرف جمعة بمحافظة رفح أثناء إحياء فعالية ذكرى استشهاد القائد ياسر عرفات واعتقلت العشرات من ابناء حركة فتح.