لازلت كغيري يستاء من تلك التصريحات التي تكون بعد المباريات والتي يكون فيها نوع من التشنج فتظهر بطريقة غير طيبة بعيدة عن المبدأ الذي يدعو إليه ديننا الحنيف، ابتسم عند الهزيمة وتواضع عند الفوز، وهي تهدد التآلف بين المشجعين إذا كان هناك من يدعو له وبعض هذه التصريحات تصدر ممن هم على رأس الهرم في الأندية الذين كنا نتمنى أن يكونوا خير من يساهم في إطفاء التوتر بعد المباريات، وهذا يكون بسبب الغضب الذي يحدث بسبب نتيجة المباريات، والعلاقة يجب ألا تتوتر بسبب هذه النتائج وما يحدث من وقائع بها، وفي هذا الجانب نتمنى أن يكون بعض العاملين في الوسط الرياضي من الحريصين على تحفيز لاعبيهم على التنافس الشريف وأن يبعدوهم عن الشد العصبي والنفسي الذي ينعكس على اللاعبين في الملعب وعلى المسؤولين في المدرجات، وقد يكون لذلك وقع سيء وردود فعل تساهم في مزيد من التعصب والاحتقان بين الجماهير، وليكن هناك محفزين على الفعل الطيب وتبادل المحفزين المبادرات الطيبة وتوضيح أن المباريات تنافس شريف ينتهي بانتهاء المباريات، ولنتخذ من سيرة المحفز الأول للخلق المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام خير قدوة لنا كلما يساعدنا على تجاوز هذه التوترات ولعل المتمعن في سيرته وتحفيزه لأمته، فهو يأتي ذات مرة إلى من كان يتعرض له بأذى وهو غير مسلم عندما تعرض للمرض بل يهودي ليطلب منه أن يقول: “أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله” حتى يدخل في دين الإسلام، ولذلك ينبغي أن نقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم في رحمته للآخرين وعدم الحقد عليهم وكرههم وليكن ديدن الجميع اتباع سيرة المصطفى والاستفادة منها، فهو علمنا كل شيئ علمنا كيف تستجاب دعوتنا يقول صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل” رواه مسلم أنه محفز عظيم لكل مسلم يرجو مغفرة ربه ويرشدنا أيضا إلى أحب الكلام إلى الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟ إن أحب الكلام إلى الله :سبحان الله وبحمده” رواه مسلم. أما إذا بحثنا عن مغفرة الذنوب وكيف تكون فإن نبي الرحمة سيد الخلق يرشدنا أيضا لذلك يقول صلى الله عليه وسلم: “من قال سبحان الله وبحمده في يوم مئة مرة، حطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر” متفق عليه، وأما أن يكون العبد قريبًا من ربه فإن المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول عن ذلك: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء” رواه مسلم، لنكن سائرين على هذا النهج في حب الخير للآخرين وترك الحسد والكراهية التي تنتج بالنسبة للرياضيين من الغضب الشديد بعد نتائج المباريات والتي هي تنافس شريف بعيدا عن الإساءة للآخرين، وهذا ما ندعو أن يسود في الوسط الرياضي نسأل الله للجميع السير على ما يحب الله ويرضى.