قال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني: إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الخاصة بدعوة القادة العراقيين للاجتماع في الرياض بعد عيد الأضحى؛ لحل أزمة تشكيل الحكومة يمكن أن تكون مساعدة لمبادرته وأن تتحول إلى مؤتمر لتحقيق المصالحة العراقية. وأشار بارزاني في مؤتمر صحافي في أربيل أمس على هامش اجتماع القادة العراقيين هناك إلى أن مبادرة خادم الحرمين مهمة ومساعدة على تحقيق مبادرته لأهدافها، مؤكدا أنه يمكن تحويلها إلى دعوة لمؤتمر للمصالحة الوطنية أو اجتماع لتحقيق الوفاق العراقي. وأكد أن المبادرة السعودية هي للمساعدة على إنجاح جميع المبادرات العراقية التي تناقش داخل البلد. وكان خادم الحرمين الشريفين وجه الشهر الماضي دعوة إلى القادة العراقيين للاجتماع في الرياض بعد عيد الأضحى لبحث إمكانية حل أزمة تشكيل الحكومة المقبلة. وحول موقف التحالف الكردستاني من ترشيح رئيس الوزراء نوري المالكي لولاية ثانية، أوضح بارزاني أن موقف الأكراد من المرشح لرئاسة الحكومة ومن مناصب الرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان سيعلن خلال جلسة مجلس النواب المقررة الخميس المقبل. ووصف اجتماع القادة أمس بأنه خطوة مهمة وكسر للحاجز النفسي وهو يحدث للمرة الأولى منذ الانتخابات العامة التي شهدتها البلاد في مارس الماضي، مشيرا إلى أن الاجتماعات السابقة كانت إما ثنائية أو ثلاثية لكنها المرة الأولى التي يجتمع فيها جميع القادة في لقاء واحد. وكان رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ومنافسه الأبرز رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي جددا مواقفهما السابقة خلال اجتماع أربيل للبحث في السبل الكفيلة للخروج من أزمة تشكيل الحكومة. وبدت الكلمات التي ألقاها الرجلان على طرفي نقيض رغم التلاقي في بعض النواحي.وقال المالكي باسم "التحالف الوطني" المنبثق من اندماج ائتلافين شيعيين إن هناك "ثلاث نقاط مهمة هي الوحدة الوطنية والمصالحة والشراكة”. ويستمر الاجتماع بدعوة من رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ثلاثة أيام على أن تنتقل أعماله إلى بغداد اليوم الثلاثاء. ودعا المالكي إلى "فتح صفحة جديدة لدفع التفاهم بين الكتل المختلفة والاسراع في تشكيل الحكومة (...) وشراكة وطنية حقيقية حيث يجب أن يكون الشريك شريكًا حقيقيًا (...) من أجل تجاوز الماضي بكل جراحاته”. لكنه استدرك قائلا: "إن البداية الجديدة مشروطة بالالتزام بالدستور بشكل كامل"، أي عدم الخوض في مسألة تعديل النص الدستوري مجددا. في المقابل، قال علاوي: إن "المطلوب تحقيقه هو تشكيل حكومة سريعًا وفق الاستحقاقات الانتخابية، تكون قادرة على تعديل مسار العملية السياسية”. ودعا إلى المساواة في الحقوق والواجبات والصلاحيات وألا يكون لأحدنا اليد العليا على الاخرين (...) يجب أن تكون الصلاحيات موزعة ومتساوية وضامنة بعيدا عن الطائفية”.من جهته، عبر نائب رئيس الجمهورية المنتهية ولايته طارق الهاشمي عن اعتقاده بأن الاجتماع لن يتمكن من تسوية الخلافات العالقة. وقال: “إن الكثير من النقاط الخلافية ما تزال عالقة ولا أرى إمكانية لحسم الخلافات خلال الاجتماع”. وأضاف: “إن هذه النقاط تستلزم الكثير من الوقت وأولى المسائل العالقة إعادة النظر في الدستور”. من جانبه، قال نائب بغداد عن الكتلة "العراقية" حسن العلوي” “إن الهدف من مبادرة بارزاني هو إقناع العراقية بتولي رئاسة مجلس النواب بعد تمسك الأكراد بمنصب رئاسة الجمهورية”.