قبل أيام كنتُ أراجعُ مع ابني يوسف دروسه، حيث توقّفنا عند درس في مادة الجغرافيا ليسألني: ما المقصود بالنبات الطبيعي؟ ولمَن لا يعرف النبات الطبيعي فهو ذلك النبات الذي ينمو بقدرة الخالق -عز وجل- دون رعاية واهتمام، أو تدخل خارجي من الإنسان، بل إن الإنسان عندما يتدخل في زراعته فإنه يفسده ويقضي عليه. وبعيدًا عن أجواء الجغرافيا التي لا أحبها، سرحت هناك عند معاناة الراقي الذي يعيش أحوالاً صعبة ومأساوية، وهو يذبل كما هو الحال تمامًا بالنسبة للنبات الطبيعي الذي تصيبه أيدي العابثين. مقارنة عجيبة، وقد تبدو غير منطقية، لكنها قريبة جدًا من الواقع! فكم من إدارات ورؤساء تعاقبوا على هذا الكيان العريق؟ وكم من أعضاء شرف وإعلاميين لبسوا عباءة الفلسفة والتنظير على حساب هذا الكيان الشامخ؟ فماذا كانت النتيجة؟ الجواب: ما ترى لا ما تسمع! لقد شبعنا من الفلسفة، لقد مللنا تدخل كل من هبّ ودب، لقد طفح بنا الكيل من أولئك الذين جعلوا الأهلي يعيش في مرض مزمن، يبدو من الصعب أن تجد له وصفة العلاج، لكنها باختصار موجودة، لكننا لا نريد مشاهداتها، فهي بسيطة جدًا، اتركوا الأهلي فسوف يعود لينمو بمفرده. فاز الأهلي على الوحدة بعد أن فََقَدَ الجميع الأمل في عودة لغة الانتصارات بالنسبة للأهلي، وأنا هنا لا أحتفل بالفوز، فالأهلي سبق وأن جرّع الوحدة وغيرها من أندية الصفوة كأس المرارة والهزيمة، لكنني احتفل بعودة الروح الأهلاوية الموجودة في الأهلي ككيان كبير، وليست في اللاعبين الذين لو اعتمدنا على عودة الروح لهم، فإننا نحتاج إلى قرن آخر لنشاهد الأهلي بطلاً من جديد. أقولها للمرة الثانية: اتركوا الأهلي فسوف تظهر معادن الرجال، وسوف يبقى الكبير كبيرًا بعيدًا عن خزعبلات الدرجة الأولى التي بات المتربصون يعزفون ألحانها، أقولها للمرة الأخيرة: يا جماعة اتركوا النبات الطبيعي!! [email protected]