قرأت مقالة جميلة في ملحق الرسالة للدكتور عائض القرني ، والحقيقة أن المقالة أثارت في داخلي الألم والحسرة على واقعنا واقتبس جزءا من مقال الدكتور عائض القرني حيث شن هجوما ساخرا على من يقول أننا شعب محسود (( لا أدري من الحسود ، المخبول المهبول المعتوه الأحمق الذي حسدنا ولم يحسد وكالة ناسا ؟ وماالذي أعجبه في عالمنا الدنيوي حتى يحسدنا عليه؟) وأقول أن الفؤاد ليعتصر ألما وحسرة على هذا الواقع إذ أننا أصبحنا أمة عاجزة وغير منتجة، ومستهلكه لكل شي حتى أبسط الأشياء نستوردها من كل مكان ونحن في شلل تام ، وحال تشبه حال الرجل المريض المشلول الذي لا يقوى على الحراك ليخدم نفسه . ونحن لا ننتج سيارة ولا طيارة ولا غسالة وجوالا ولا حتى أعواد الأذان !!! أصبحنا نعتمد على الغير في كل شيء في الصناعة أو التجارة أو الزراعة أو الطرق أو المواصلات و.... الخ ، حتى تشغيل تلك التكنولوجيا المستوردة نحتاج أحيانا ، لمن يشغلها لنا ...... عجز في الأيدي العاملة في المصانع والمزارع و المستشفيات والتجارة والدوائر الحكومية ، وأبناؤنا يتسكعون في الشوارع والمقاهي!! وجامعاتنا ومعاهدنا تضع الشروط التعجيزية للقبول فيها وكأن مستشفياتنا مليئة بالأطباء السعوديين و مدارسنا مكتفية من مدرسي الرياضيات والكيمياء والفيزياء، ومصانعنا مليئة بالمهندسين والأيدي السعودية العاملة، من أين تأتينا القوة ونحن لا ننتج ولا نعمل، إن مصدر القوة هو امتلاك أسبابها من علم ومعرفة وتدريب وعمل جاد وإنتاج، وأما أن نبقى مستهلكين ، فسنستمر في ضعف وتخلف وعجز ، وسيكون مصيرنا إلى الزوال ، إذ أن البقاء فقط للأقوياء ، أما الضعفاء فسوف تتداعى عليهم الأمم، فنحن غثاء كغثاء السيل إلا من رحم الله ، هل تعلمون لماذا وصلنا إلى هذا الحال لأننا لم نعمل بتعاليم ديننا كلها كما أمرنا ربنا . نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ، و كنا في الجاهلية أمة ضعيفة بين الأمم ، لا نقارن بفارس والروم ولا غيرها من الأمم حتى جاء الإسلام فرفعنا الله بهذا الدين وانتصرنا وفتحنا مشارق الأرض ومغاربها وكانت لنا حضارة وعلوم . وها نحن نعود إلى الضعف الذي كان في الجاهلية بسبب تخلينا عن تعاليم ديننا . لقد غفلنا عن آية في القرآن الكريم لوعملنا بها وطبقنا معناها لكنا من أعلى الأمم ولكنا في العالم الأول وليس في العالم الثالث ، ألم يقل ربنا جل وعلا(( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )) . يخطئ الكثير في تفسير هذه الآية ويفسرها على أن الإعداد بالقوة العسكرية فقط، إن مفهوم القوة هو ألا تحتاج إلى أحد ، هذه هي القوة الحقيقية، والأمة أذا كانت قوية عزيزة لن يتطاول عليها أحد ، وسوف تفرض احترامها على جميع الأمم ، هذا هو المفهوم الحقيقي للآية وليس كما يفسره البعض تفسيرا لفظيا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا إن القوة الرمي ، والرمي يشمل صناعة السلاح والتدرب عليه وصيانته . إذ انك لن ترمي بدون سلاح ، كيف يكون لنا شأن ونحن لم نطبق تعاليم ديننا كما أمرنا ربنا، الم يأمرنا الله بأن نأخذ على يد من يحاول خرق سفينتنا ، ونحن نتفرج على بعض المقصرين والذين يعملون على الإضرار بالدين والوطن وأهله دون أن ننهاهم عن ذلك . يعلمنا ديننا آداب التجارة والبيع الحلال ، وبعض تجارنا يغش ويحتكر ويدلس . إننا بحاجة إلى وقفة مع النفس والعودة إلى ديننا الصحيح قولا وعملا وأن نتحلى بآدابه ، وأن نطبق الدين بكل تعاليمه لا أن نصلي ونصوم و في الوقت نفسه نقترف الكبائر . حمد ضحيان الجهني-المدينة المنورة