يتوجه الناخبون الأمريكيون إلى صناديق في انتخابات حاسمة تنتهي صباح اليوم يتوقع أن تؤدي إلى سيطرة الجمهوريين منافسي الرئيس باراك أوباما على مجلس النواب، ومن خلال ذلك توسيع سلطاتهم الجديدة لعرقلة برنامج عمله. ويخشى الديمقراطيون مواجهة هزيمة أيضا في مجلس الشيوخ، لكن المحللين يتوقعون احتفاظهم بغالبية ضيقة، ما يؤدي الى تقاسم السلطات في واشنطن ويمهد لحرب سياسية محتدمة، تمهيدا للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2012 حيث يأمل أوباما في أن يشغل ولاية ثانية. وبعد حملة محتدمة طوال سنة طغى عليها غضب الناخبين من الوضع الاقتصادي السيئ، يبدأ النهار الانتخابي على الساحل الشرقي للولايات المتحدة عند الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت المملكة وينتهي في السابعة من صباح اليوم. وأوفد كل من الحزبين فرقا من المحامين الى الولايات التي تشهد أقوى المعارك تحسبا للحصول على نتائج متقاربة جدا تؤدي إلى معارك قضائية رغم أن الخبراء يقولون إن ليس هناك شكوك كبرى حول الخاسرين والفائزين. ويأمل الجمهوريون الذين تعزز موقفهم بحركة “حزب الشاي” المحافظة في أن تحملهم حماستهم الى النصر، فيما يريد الديمقراطيون تحدي نتائج استطلاعات الرأي عبر حث الناخبين على التوجه للتصويت. وحذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاثنين في آخر نداء يوجهه للناخبين من ان الانتخابات “ستترك اثرا لعقود قادمة”، ودعا الأمريكيين الذين أصيبوا بخيبة أمل من سياسة الديمقراطيين إلى عدم التخلي عن تأييد حملته التي بدأها قبل سنتين من اجل التغيير، وقال أوباما إن الجمهوريين سيعيدون نفس السياسات التي اعتبر أنها مسؤولة عن الازمة الاقتصادية في 2008 التي نتج عنها ان اصبح أمريكي من أصل عشرة بدون عمل. وأضاف أوباما لإذاعة محلية “المهم في الامر هو اننا نحرز تقدما ونحن في الاتجاه الصحيح” مضيفا “اذا لم تصوتوا بعد توجهوا للتصويت. ذلك سيترك اثرا لعقود مقبلة”، وحذر الرئيس بالقول “إذا كان الجانب الاخر اكثر حماسة فقد ينتهي بنا الامر بمواجهة مشاكل في دفع هذه البلاد الى الامام”، معتبرا أن سياسات الديمقراطيين “أنقذت الاقتصاد” من انهيار كبير ثان. والرئيس يستهدف بشكل خاص الناخبين في الولايات التي تشهد أكبر المعارك، فلوريدا ومينيسوتا واوهايو وبنسلفانيا وكلها تعتبر حاسمة من اجل حصوله على ولاية ثانية في العام 2012، وكذلك في الولاية مسقط رأسه هاوي كما أعلن البيت الابيض. لكن التأييد الكبير الذي حصل عليه اوباما في العام 2008 يبدو وكأنه يتلاشى مع توجه الناخبين لاختيار 37 من اعضاء مجلس الشيوخ المئة و37 حاكما من اصل 50 منصبا وكل مقاعد مجلس النواب البالغة 435 في أجواء مثقلة بآخر الارقام حول البطالة التي اشارت إلى انها تراوح حول 10%. ووعد الجمهوريون بتغيير نظام الضمان الصحي، الذي كان أبرز انجازات الرئيس اوباما. ووعدوا بخفض الضرائب من اجل خفض العجز وتشجيع النمو وخلق وظائف. وقال زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس النواب جون بوهنر “لا يمكننا تحمل سنتين اضافيتين مثل السنتين السابقتين” وذلك في حديث صحافي الاثنين، كما تعهد ابرز مسؤولي الجمهوريين بعدم مهادنة البيت الابيض حول مسائل اساسية، فيما اعلن رئيس الحزب في مجلس الشيوخ الاسبوع الماضي ان هدفهم الاول سيكون الحاق هزيمة باوباما في انتخابات 2012 الرئاسية. وتوقعت استطلاعات الرأي ان ينتزع الجمهوريون من الديمقراطيين ما بين 45 و70 مقعدا في مجلس النواب أي اكثر من المقاعد ال 39 التي يحتاجونها للحصول على غالبية في المجلس، في تغيير كبير للخسائر التي لحقت بهم في 2006 و2008. والسيطرة على مجلس النواب ستتيح للجمهوريين وقف مشروعات اوباما بخصوص التغير المناخي والهجرة الى جانب السيطرة على لجان يمكنها ان تطلق تحقيقات حول الادارة.