فرقة باطنية هي أكثر خبثًا من اليهود والنصارى والمجوس، مؤسسها حمدان بن الأشعث الذي يلقب “بقرمط” قال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- “وهم من أكفر الخلق” دخلوا على الإسلام من باب التشيع وفتحوا كغيرهم من أهل الضلالة “القياس الفاسد في العقليات والتأويل الفاسد في السمعيات” وأعظم ما ارتكبوه وأشنع ما اقترفوه تسلطهم على الحجر الأسود. قال الحافظ بن كثير في البداية والنهاية: “... فما شعروا إلا بالقرمطي قد خرج عليهم في جماعته يوم التروية فانتهب أموالهم، واستباح قتالهم فقتل في رحاب مكة وشعابها، وفي المسجد الحرام وفي جوف الكعبة خلقاً كثيراً، وجلس أميرهم أبو طاهر -لعنه الله- على باب الكعبة والرجال تصرع حوله، والسيوف تعمل في الناس في المسجد الحرام في الشهر الحرام في يوم التروية الذي هو من أشرف الأيام وهو يقول: “أنا الله وبالله أنا، أنا أخلق الخلق وأفنيهم أنا) فكان الناس يفرون منهم فيتعلقون بأستار الكعبة، فلا يجدي ذلك عنهم شيئاً، بل يقتلون وهم كذلك، وقد كان بعض أهل الحديث يطوف، فلما قضى طوافه أخذته السيوف، فلما وجب أنشد وهو كذلك: ترى المحبين صرعى في ديارهم كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا ثم أمر “أبو الطاهر” بأن يقلع الحجر الأسود، فجاءه رجل فضربه بمثقل في يده وقال: أين الطير الأبابيل أين الحجارة من سجيل” ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم فمكث عندهم اثنتين وعشرين سنة حتى ردوه”. ومثل هذا الخبر التاريخي يحسن أن نقف عنده وقفة دارس متأمل، فكم فيه من عظات؟ وكم يثير من اشكالات؟ وكل ذلك سنحرر القول فيه تفصيلاً بإذن الله، في مقتبل المقالات.