وصف خبراء فى الشئون العربية مشروع تحويل الجامعة العربية إلى اتحاد عربي بأنه ينطوى على دعوة غير واقعية وتتجاهل الواقع العربي الذي يتشرنق في القطرية وعلى القومية وهو ما انعكس سلبيا على منظومة العمل العربي المشترك،وان فكرة التغيير إلى اتحاد عربي سوف تلاقى نفس المعوقات التي تعانى منها الجامعة العربية،كما أن التغيير المقترح يلزمه تغيير في آليات العمل العربي المشترك ومجموعة القواعد الحاكمة التي تنظمه وان هذا سيكون على حساب السيادة وهو ما لن تقبله الدول العربية وبما فيها الدول التي تتبنى اقتراح التعديل. ويقول الدكتور محمود المنفلوطى أستاذ المنظمات بجامعة القاهرة أن تحويل جامعة الدول العربية إلى اتحاد عربي هي فكرة نظرية رائعة ولكن الواقع العربي الراهن لا يستجيب لهذه الفكرة،كما ان هياكل النظام العربي القانونية لا تتوافق مع هذا الاقتراح مما يقود إلى انم يكون هذا الاقتراح شكليا في حال موافقة الدول العربية عليه وهو ما لن يتحقق على ما شهدته قمة سرت الأخيرة والتي كشفت انقسام القادة العرب حيال اقتراح تحويل الجامعة العربية إلى اتحاد عربي، واستطيع التكهن بان مقترح التغيير قد أجهض في سرت الليبية بعد ان تخلت المملكة ومصر والدول التى تستوعب الواقع العربى مصر عن دعم الاقتراح وأعلنتا رغبتهما في بقاء الجامعة العربية بمسماها الحالي والعمل على تطوير هياكلها الحالية وبما يستجيب للمتغيرات العربية والدولية ويجعل من الجامعة العربية كيانا فاعلا في محيطه الإقليمي والدولي وأضاف المنفلوطى أن الجامعة العربية هي الأفضل للحالة العربية وان الاقتراح سيكون مجرد تغيير في الأسماء ويبقى الحال العربي على ما هو عليه الآن ،ولذلك يلزم الدول العربية بدلا من التفكير في التغيير الشكلي ان تتوافق الدول العربية على إحداث تطوير حقيقي بالجامعة العربية وهناك عشرات المشروعات الأكاديمية لتطوير الجامعة العربية ومنظومة العمل العربي بالكامل ،واستطيع ان اجزم بأنه لا توجد جامعة عربية تدرس العلوم السياسية الا بها عشرات الدراسات العلمية لتطوير الجامعة لعربية وكذلك مراكز البحوث فى كل العواصم العربية،والمطلوب فقط اقتناع العرب بحتمية التطوير وتنفيذ التطوير والذي لايخلو مكتب من مكاتب الجامعة العربية الا وبه مشروع للتطوير ومعطل بسبب اعتراض عاصمة عربية أو أخرى ومستغلة قاعدة الإجماع لصدور قرارات الجامعة العربية وقد حان الوقت للتخلص ونسف هذه القاعدة المعطلة للعمل العربي ويرى الدكتور عبد الله الاشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق ان بقاء الجامعة العربية هو الأنسب للدول العربية ولكن بشرط إحداث بعض التطوير في مؤسسات العمل العربي وتحديث آليات العمل العربي وإضافة آليات جديدة تستوعب متطلبات المرحلة وأشار الاشعل إلى أن بقاء الجامعة العربية هو الأفضل باعتبار ان الجامعة العربية هي الرمز الوحيد الباقي والمعبر عن وجود كيان عربي موحد وان كانت تنقصه الفاعلية والحيوية وان هذا الرمز جسد أكثر من ستة عقود من العمل العربي المشترك ومن نضال الأمة العربية،وعلينا ان نحافظ على هذا التراث والعمل على تطويره وتفعيلة وليس هدمه أو تغييره. ويتوافق مع ما سبق السفير محمود فكرى مندوب مصر السابق بجامعة الدول العربية قائلا:انا ضد تغيير المسميات والأسماء فقط،ودون إحداث تغيير حقيقي وملموس وواقعي وقابل للتنفيذ،وعليه فاننى أطالب الداعين إلى استبدال الجامعة العربية باتحاد عربي،بان يوضحوا للرأي العام العربي وليس للنخب ماهية التغيير وآليات تنفيذه،وأيضا الانعكاسات الايجابية المتوقعة له على منظومة العمل العربي المشترك وعلى القضايا العربية،إما ان يتم التغيير (مجرد تغيير الاسم)بالاعتماد على الكوادر الفنية والإدارية الحالية وبنفس الآليات،فلا أتصور ان يحقق نتيجة ولا أتوقع أن يتم وأفضل بقاء جامعة الدول العربية رمزا للتاريخ ورمز الفشل العواصم العربية في تطويره.