شهدت مدينة الخبر خلال اليومين الماضيين، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، انعقاد الملتقى الثاني للجمعيات الخيرية في المملكة، الذي نظمته وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع جمعية البر بالمنطقة الشرقية، وذلك تحت عنوان «تنمية موارد الجمعيات الخيرية في البلاد»، وقد حضر الملتقى أكثر من ألف مشارك ومشاركة، يمثلون ما يزيد عن 650 جمعية ومؤسسة خيرية بالمملكة، وتضمن عددًا من المحاور ذات الصلة بالعمل الخيري ومؤسساته، كما صاحب الملتقى عدد من الفعاليات من بينها ندوتان، أولاهما بعنوان «الاتجاهات المعاصرة في إدارة موارد الجمعيات الخيرية»، والثانية بعنوان «العمل الخيري بين الاحتراف والتقليد»، كما تم من خلاله دورات عدة في مهارات التسويق، والإدارة المالية، والإعلام في تنمية الموارد -ودراسة الجدوى الاقتصادية- وقياس وتحقيق الرضا الوظيفي. * * * لقد كان من توفيق الله أن تزامن مع هذا الملتقى في التوقيت والأهداف، إعلان سمو أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، عن تأسيس مشروع «اكتفاء» لمساعدة الفقراء والأيتام والأرامل والمطلقات في المنطقة، من خلال تدريبهم بمهارات معينة وتأهيلهم علميًّا ودعمهم ماديًّا، لتمكينهم من الحصول على مورد رزق مستدام، يضمن لهم حياة كريمة من كسب أيديهم ويكفيهم العوز، بدلاً من المساعدات المالية التي قد تحل مشكلات المستفيدين لوقت قصير، على أن يكون ذلك وفق آلية راعت البُعد عن البيروقراطية لضمان مساعدة الحالات بطريقة عاجلة، وتمكين المحتاجين من التعليم والتدريب المنتهي بالتوظيف، وكذلك المنح المالية لدعم المشاريع الصغيرة، بالإضافة إلى التوظيف وتأمين السكن، وإيجاد حلول ملائمة للحالات. * * * إن هذا التركيز المتميّز على مأسسة العمل الخيري في المملكة، وتنمية مهاراته وآلياته ومهنيته وتدريب كوادره، يستلزم عناية مكثفة من كل ذوي.... الخبرة والشأن، لتتم مصاحبة العمل في جميع حالاته بالتطوير والرقابة والمساءلة، من داخل المؤسسات الخيرية وخارجها، لأن هذه المؤسسات تقوم بعمل عظيم هو من فروض الدِّين، وأبواب الجنة، ويؤدون عن الشعب السعودي كله واجبًا إسلاميًّا عظيمًا. أمر آخر بالغ الأهمية، هو ضرورة التركيز على المناطق النائية في البلاد، سواء التي هي خارج المدن الكبرى أو البادية، فكلها أجزاء عزيزة من الوطن يجب أن يتمتع أهلها بحياة كريمة اكتفاءً وتعليمًا وصحةً، وأن تنمى اقتصادياتها، لإيقاف أو التقليل من حركة الهجرة إلى المدن.