إن كل إنسان له نظرة خاصة ومفهوم معين تجاه الزواج وتختلف الآراء حوله بسبب الثقافة والتربية والتعليم والبيئة والظروف المحيطة، إن الاهتمام بالزواج ومعرفة المراد منه والأمل المنشود لهو من أهم أسباب مقومات الحياة الزوجية السعيدة وجهلنا بهذا المفهوم والاعتماد على مفاهيم خاطئة أدى إلى مشاكل عدة منها عزوف الشباب عن الزواج والخلافات الزوجية المستمرة والطلاق والعنوسة، فالزواج رباط مقدس يعقد بين طرفين ويفترض فيه الاقتناع الكامل لكل منهما بالآخر قناعة في الشكل والعادات والتقاليد والتفكير والنظرة للحياة ومشوارها لتأسيس بيت وإنجاب أطفال وحسن رعايتهم وتربيتهم لأداء الرسالة، فشرع الله الزواج وأحاطه بضمانات تحفظ للزوجين كرامتهما فهو ميثاق غليظ فالتوافق والرغبة الصادقة في تحقيق الانسجام سوف يجعل كل من الزوجين يقدم بعض التنازلات من جانبه ويتخلى عن بعض آراءه التي لا توافق طبيعة الطرف الآخر، وإذا وجدت حالة من الشقاق والخلاف فليس من الضروري أن يكون السبب غلظ الزوج أو نشوز المرأة ولكن مزاجهما لا يتفق ولا يتفاهمان.. وحفظ الله حقوق المرأة في الشرع الإسلامي ولكن قد يتغافل بعض الناس عن ذلك مثل أداء النفقة والبيت الشرعي والاهتمام بمسؤوليته تجاه أبنائه سواء كانت المرأة مطلقة وتربي أبناءها أم هو وهي تحت سقف واحد، فلو أدى كل منهما ما عليه من مسؤوليات لوفرنا كثيراً من الذهاب إلى أعتاب المحاكم الشرعية ولابد من أن يكون العقد تتوفر فيه بنود واضحة تلزم الزوج بأداء الواجبات الشرعية المناطة به وخصوصاً فيما يسمى حديثاً بزواج المسيار لأنه يعتبره أغلب الرجال (وناسة) فلا ينفق على زوجته ويغيب عنها حتى إشعار آخر حتى أن بعضهم يريد إسقاط المهر. والذي يفاقم المشكلة عدم تفهم الزوجة لظروف زوجها المالية وحدوده في الإنفاق فقد ترهقه بطلباتها وبذلك تقع الفرقة بين الزوجين، فحين يرفض الزوج هذه الطلبات لعدم استطاعته المادية يصبح من السهل على المرأة طلب الطلاق دون تفكير في العواقب المترتبة على هذا الشرخ الذي تحدثه في تفكيك أسرة قائمة، فلابد من وجود قنوات توعية للزوجين في كيفية الحفاظ على حقوق كل منهما تجاه الآخر.. هذا وبالله التوفيق. تركي فهد الشريف – المدينة المنورة