لا أخفي أننا نعاني من مشكلة كبيرة عندما نعمد الى الدفاع عن دور المرأة السعودية امام من يطرح علينا هذه الإشكالية في الغرب فنظهر امام محدثينا ضعاف الحجة والبينة مهما اعتمدنا على ذاكرتنا او على مخيلتنا . والسبب هو ليس لأن المرأة السعودية لا تقوم بدور هام في مجتمعاتنا بل لأن هناك تغييبا للإضاءة على دورها فيظهر مجتمعنا نتيجة ذلك وكأنه مجتمع ذكوري لا دور للمرأة فيه، او يظهر مجتمعنا وكأن لدينا بضعة نساء فقط ممن نجحن في الترويج لمواقعهن او ممن حالفهن الحظ فبرزت اسماؤهن وبدأت تتكرر في كل المناسبات وكأنه ليس لدينا غيرهن . وطبعاً لا الوم الشهيرات او صاحبات الأسماء اللامعة، لا بل افتخر كثيراً بهن، ولكنني اتساءل.. من المسؤول عن تجاهل الكثيرات رغم ان اولياء الأمر غير مقصرين في التعريف بهن وفي تكريمهن بفضل دور مميز قامت به احداهن او انجاز حققته أخرى او مبادرة تكفلت بإنجاحها سيدة سعودية. لدينا في المملكة الاف السعوديات ممن برعن في الحقل الأكاديمي والتعليمي بدءً من المراحل المتقدمة في المؤسسات التربوية وصولاً الى افضل الجامعات، ولدينا من برعن في الحقول العلمية والطب ومراكز الأبحاث والمال والاقتصاد والتجارة وشتى انواع الأبحاث والدراسات، ولدينا من لهن الفضل الكبير في تحقيق التطور الاجتماعي والرقي بالعلاقات الإنسانية الى اعلى المستويات، ولدينا الشاعرات والأديبات والإعلاميات. ولكن ورغم ذلك فإننا نجهلهن، ولا نعرف عن انشطتهن أي شيء، وإذا ما احتجنا للاستعانة بهن في مناسبة او فعالية او استشارة فإننا نعجز في التواصل معهن. وبمعنى آخر نحن مثل كل المجتمعات المتحضرة التي يعمل فيها الذكر والأنثى في شتى الميادين والمجالات دون تمييز بين من ينتمي الى شرائح اجتماعية متواضعة او الى العوائل الكبيرة. نتساءل، والكثيرون من المؤكد يتساءلون معنا، ألم يحن الوقت بعد لكي نعَرف ابناء مملكتنا على هذه الباقات من اللامعات وأن نحفظ اسماءهن وأدوارهن لنتغنى بهن بدلاً من ان يتلعثم لساننا كلما سئلنا عن دور المرأة السعودية؟ ومن المسؤول عن ابقاء نصف المجتمع في الظل؟ [email protected]