انطلقت يوم امس بمدينة جدة ورشة عمل لبناء إستراتيجية وطنية لمعالجة الانحرافات الفكرية لدى الشباب في المجتمع السعودي تحت عنوان التعامل الأمثل لمعالجة الانحرافات الفكرية لدى الشباب في المجتمع السعودي. ويشارك في هذه الورشة 35 باحثا ومختصًّا من العلماء والأكاديميين والمهتمّين بقضايا الفكر والشباب في المجتمع السعودي. وأكد الأستاذ الدكتور إبراهيم بن علي العبيد وكيل الجامعة الإسلامية للتطوير على حرص الجامعة على تأصيل الفكر الإسلامي الصحيح في نفوس الشباب ومحاربة الانحرافات الفكرية بشتى الوسائل ومن ذلك رعايتها وتمويلها لدراسة الانحرافات الفكرية لدى الشباب دراسة استراتيجية ميدانية على المجتمع السعودي . جاء ذلك خلال افتتاحه الورشة نيابة عن معالي مدير الجامعة لفعاليات ورشة عمل الخطة الإستراتيجية للتعامل الأمثل مع الانحرافات الفكرية لدى الشباب في المجتمع السعودي والتي تقام ضمن تلك الدراسة . من جانبه أكد أستاذ الدراسة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن المغذوي في كلمته أن هذه الاستراتيجية جزء هام من أربعة أجزاء لمشروع الدراسة العلمية التي تشمل في جزئها الأول على أبجديات البحث وتعريفاته والدراسة النظرية في جزئها الثاني ، ثم الدراسة الميدانية التي شملت عينات على الشباب من جميع مناطق المملكة ، والجزء الرابعة الخروج بإستراتيجية مقترحة لوقاية الشباب من الانحرافات الفكرية مشيراً لأهمية متلازمات الفكر الخمس ( أصحاب الفكر محاضن الفكر ، أصدقاء الفكر ، موجهو الفكر ، نتائج الفكر ). تلا ذلك عرض فيلم وثائقي عن الدراسة ثم كلمة المشرف على الورشة الدكتور عصام الفيلالي الذي أشار إلى أهمية حماية الشباب وتحقيق الأمن الفكري من خلال استحداث وتطوير برامج شبابية هادفة ومؤثرة تسهم في الاستثمار الأمثل لطاقات الشباب وقدرتهم وتحصنهم من ذلك الانحراف الفكري وقبول الشباب للبرامج والفعاليات التي تدعو إلى الوسطية والاعتدال وإنهاء حوادث العنف المرتبطة بالغلو بين الشباب وانحسار البواعث المؤدية إلى الغلو والتكفير من جهة والانحراف والتفريط من جهة أخرى ثم بدأت حلقات النقاش في يومها الأول والتي تدور حول تحديد القيم الأساسية ، ثم الرسالة ثم الهدف ثم الرؤية للتعامل الأمثل مع الانحرافات الفكرية لدى الشباب في المجتمع السعودي. وقال الدكتور توفيق بن عبد العزيز السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في مداخلة له خلال الورشة إن هذه الدراسة التي قامت بها الجامعة الإسلامية من أهم الدراسات متمنيا في الوقت ذاته أن تخرج هذه الدراسة بتوصيات ونتائج مفيدة والأهم أن تكون قابلة للتنفيذ مضيفا انه تم سابقا اجراء عدة دراسات وتوصيات ولكنها كانت حبيسة الأدراج وغير قابلة للتنفيذ لعدم وجود متابعة أو جدية فيها مبديا تفاؤله بهذه الدراسة وتوصياتها الواقعية العملية نظرا لاختلاف شرائح المشاركين فيها، مشيرا الى ان أبناء الوطن وجميع المشاركين والمتابعين يريدون حل هذه المعضلة التي ليست مشكلة على مستوى المملكة العربية السعودية فقط بل هي مشكلة موجودة في كل دول العالم . وفي مداخلة للمشرف العام على قناتي القرآن والسنة النبوية الدكتور سليمان بن محمد العيدي بين خلالها جهود وزارة الثقافة والإعلام بالحلقات التي بثت واستضافت عدد من أصحاب السماحة والفضيلة والمعالي لمدة ثلاث سنوات متتالية وبحضور أكثر من 350 شخصية من داخل وخارج المملكة العربية السعودية حيث نوقشت العديد من الأفكار ولمدة تسعين دقيقة في اليوم مبديا رغبته في الاستفادة من تلك الأطروحات التي قد قام بها أصحاب السماحة العلماء وبين العيدي أنه قد أقيمت ورش عمل في الفترة الماضية، وتم طباعة توصياتها عبر مختلف الوسائل، راجيا الاعتماد والرجوع اليها . من جانبه أوضح مدير إدارة الأمن الفكري بوزارة الداخلية الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز الهدلق أن إقامة هذه الورشة تمثل أهمية هذا الموضوع بالنسبة للدين والوطن. قائلا ان القائمين على وزارة الداخلية هم أكثر الناس حرصا على هذه الورشة ويستشعرون أهميتها، فالوزارة لها سابقا عدة استراتيجيات في الأمن الفكري وما زال البعض يتحدث عنها، متمنيا أن يتم جمع الاستراتيجيات السابقة مع هذه الورشة حيث تكون إستراتيجية جامعة لجميع الاستراتيجيات السابقة. مضيفا ان التنفيذ والعمل الفعلي هو من أكثر الأمور أهمية في هذا الأمر. ومطالبا بأهمية الاستفادة من النتائج المترتبة على هذه الورشة كي لا تكون مجرد ضياع للوقت وراجيا في الوقت ذاته الوصول لنتائج واقعية.