أضحت الصحافة المحلية، في رأي البعض، منابر لتصفية الحسابات، والتشويه للمؤسسات الخيرية، واتهام القضاة، والتربص بالدعاة، وذلك في ظل ما أسماه الدكتور صالح الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي ب « الحملة العلمانية والليبرالية التي يقودها مجموعة من الكتّاب في منطقة الخليج بالذات، ويريدون تصفية العمل الخيري الدولي. متذرعين بحجج واهية يقصدون من ورائها تقويض العمل وتصفيته. وقد تجرأ هؤلاء في حملتهم على المؤسسات والعاملين فيها، ونادى بعضهم بإغلاق بعض المؤسسات الخيرية زاعماً أنها استنفدت الغرض من قيامها». ومما عمّق من أثر هذه الحملة الإعلامية تبنّي اللافت في الأمر وجود قدر من التناغم والتشابه في المعالجة الإعلامية بين بعض الصحف الخليجية والصحف الأجنبية حيث دأبت الجهتان على محاولة الربط التعسفي بين العمل الخيري والمنظمات المسلحة الإرهابية وتعميم الخطأ الفردي الاجتهادي-في حال وقوعه- وتحميله للمؤسسة الخيرية دون أن تستند في معظمها، كما يقول الدكتور الوهيبي، إلى حقائق وأدلة ثابتة وواضحة. ورغم أننا لسنا هنا في سبيل كيل الاتهام للجمعيات الخيرية والقائمين عليها، بل ووجدنا في تبرئة من سبق اتهامهم من السلطات الأمريكية وآخرهم ياسين قاضي دليلا على أن وراء الأكمة ما وراءها، إلاّ أن تصرفات بعض المؤسسات الخيرية الإسلامية ساهمت في اتخاذ هؤلاء الكُتاب والصحفيين مثل هذه المواقف. وهو الأمر الذي سنبحثه لاحقاً..