توفى زوجها وهي من أسرة فقيرة في إحدى ضواحي القاهرة، ووفقاً للعادات لابد من إقامة سرادق للعزاء (كبر أو صغر)، واختيار أفضل المقرئين (صوتاً)، في العزاء، إلا أن ظروفها المالية تحول دون ذلك، فأعانوها أهل الخير على تكاليف السرادق واعتمدت على معرفتها بأحد القراء المشهورين وطلبت منه أن يخفض الأجرة فقال لها ادفعي ما لديك ولا عليك، فأعطته مقدماً ثلاثة جنيهات، وبعد انتهاء اليوم الأول فوجئت بأن المقرئ يختار آيات العذاب وكان يكرر دوماً «خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه»، فقالت: حرام عليك يا شيخ أنا ما أسامحك، قال وأنا ما أسامحك على الثلاثة جنيهات، اسمعي يا ست إذا أنت عايزة «إن الأبرار لفي نعيم» تدفعي زيك زي غيرك. وفي كتاب حديث من إصدارات الشيخ سليمان العودة يورد رواية مماثلة عن خلاف وقع بين أحدهم وصديقه في قضية مالية أدت إلى كساد وبوار وضياع الأموال، وعندما حان وقت الصلاة تقدم الأول بصفته خريج الشريعة وقرأ في الركعة الأولى (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) وفي الركعة الثانية (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل)، ولسان حاله يهدد ذلك المأموم. ويحكى أيضاً أن ثلاثة من اليمنيين اشتركوا في بناء مسجد في قريتهم وهم: حاج علي وابراهيم وموسى وبعد أداء صلاة الجمعة ولأسبوعين متتاليين طالب حاج علي بعزل الإمام لأنه مستهدفه ولا يريد ذكر اسمه، فأكثر من مرة في صلاة الجمعة يختم قراءته بقوله: «إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى»، ولم يذكر حاج علي. ويروى عن أحد السلاطين معروف بجوره وظلمه هدد إمام المسجد بالسجن لو أطال في الصلاة فأخذ الإمام على نفسه عهداً ألا يقرأ سوى آية واحدة، فقرأ في الركعة الأولى في الفجر: «ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار»، وفي الركعة الثانية: «وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلماً»، وفي صلاة المغرب قرأ في الركعة الأولى: «ربنا إننا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا». وفي الركعة الثانية آية واحدة كذلك: «ربنا آتهم ضعفين من العذاب وألعنهم لعناً كبيراً». فعندما أدرك الوالي ذلك ترك له قراءة الكم الذي يريد. فاكس: 026980564 [email protected]