بلغ مجموع أطوال خطوط صرف المياه الأرضية التي جرى تنفيذها ضمن البرنامج العلاجي الذي وضعته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض لمشكلة ارتفاع منسوب المياه الأرضية في أحياء المدينة، أكثر من 292 كيلو مترًا في 27 حيًا، فيما يجري حاليًا تنفيذ مشروعات بطول 76 كيلو مترا في 13 حيا، بينما سيتم قريبا البدء في تنفيذ مشروعات بطول 27 كيلو مترًا في ثلاثة أحياء من المدينة تم ترسيتها مؤخرًا. كما اشتملت مشروعات خطوط صرف المياه الأرضية على العديد من مصائد السيول، في الوقت الذي جرى فيه إنشاء خطوط رئيسية لصرف مياه السيول في المناطق البعيدة عن شبكات السيول الرئيسة، تمهيدًا لربطها بشبكات المياه الأرضية. وقد أثمر البرنامج العلاجي لهذه المشكلة -بالفعل- عن تخفيض منسوب المياه الأرضية المرتفع في عديد من الأحياء المتضررة التي كانت تعاني آثار المشكلة، إلى مستويات آمنة بعد تنفيذ نظم خفض منسوب المياه الأرضية في تلك الأحياء المنتشرة في مختلف أجزاء المدينة. ويعود تاريخ هذه المشكلة إلى عدة عقود مضت عندما شكَّل ارتفاع منسوب المياه الأرضية في عدد كبير من أحياء المدينة، إحدى القضايا الحرجة بيئيًا واقتصاديًا، التي عانتها مدينة الرياض، نظرًا لظهور هذه المياه على السطح في كثير من الأحياء، محدثة أضرارًا بيئية وصحية، إلى جانب تأثيرها في أساسات المباني والطرق والأرصفة وشبكات المرافق العامة تحت الأرض. وعلى ضوء ذلك تبنت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، برنامجًا للسيطرة على المشكلة، ومعالجة آثارها، بدأ العمل بموجبه بإجراء دراسات شاملة لتحديد أسباب المشكلة ومصادرها، ووضع برنامجٍ علاجي شاملٍ لها، وتمخضت هذه الدارسات عن تحديد المصادر المسببة لهذه الظاهرة، حيث أظهرت أن من بين أهم هذه المصادر يتمثل في التسربات من شبكات مياه الشرب العامة والخاصة، والتسربات من خزانات الصرف الصحي، وفائض مياه الري، فيما تعدُّ طبيعة التربة ذات الخصائص المختلفة في قطاعات مدينة الرياض، عاملًا مهمًا في تفاقم المشكلة.