تعددت الاراء حول جدوى تناول بعض الجهات الحكومية بالنقد وهل سيساهم هذا النقد في تقويمها في اداء عملها ام سيساهم في تشويش علاقة افراد المجتمع بها . - “المدينة” استطلعت عدة آراء حول هذا الموضوع . وتحدث في البدء الشيخ سعيد القرني امام جامع الملك سعود بجدة ، وقال: إن التشهير لا يجوز في شرعنا والرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يشهّر بالناس بل كان اذا وعظ يقول ما بال أقوام . فلا يفصل ولا يحدد فالانسان المطلوب منه ان ينصح بالتي هي احسن ولكن لا يقوم بالنصح على المنابر وانا لا اؤيد ان يقوم الخطيب بتوجيه النصح الى الجهات الحكومية او الامنية على منابر الجمعة فإذا كان لديه نصيحة فإنه يقوم بتوجيهها وارسالها الى الجهات المرادة والتي لديها من يقومون باستقبال أي ملاحظات اما ان يقوم الخطيب على المنبر وينتقد من ينتقد فانه بذلك يضع مفسدة أكبر ويكون ضررها أكبر من مصلحتها وان كان لدى الخطيب او أي شخص أي مقترح او نصيحة فأرى ان يذهب ويقدم ما يريده بالمناصحة .. أما توجيه الاتهامات بشكل علني ففيه ضرر اكبر وكذلك فيه تأثير على عمل تلك الجهات وعلى الاشخاص وعلاقتهم بها وينقسمون ما بين مؤيد ومعارض. - من جهته قال الشيخ الدكتور ابراهيم الخضيري القاضي بمحكمة التمييز بالرياض: إنه اذا كان هذا النقد بناء ومفيدا وقدم بلغة ادبية راقية فسوف يثمر ومتيقن من ثمرته فلا أجد مانعا شرعيا فيه ولا أجد فيه حرجا فالخطيب يجب ان يتناول كل ما يهمّ الامة صغيرها وكبيرها وفيما يتعلق بأحوال المجتمع ودعوتهم الى الله وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، وأضاف الشيخ الخضيري انه اذا كان في النقد الموجه تجريح وتشهير ولا يستفاد منه فلا قيمة له وكان ضرره اكبر من فائدته فقد قال ابن تيمية: يحرم تغيير المنكر اذا كان يترتب على تغييره منكر اعظم منه مضيفا ان ما يطرح في منابر الجمعة يجب ان يتناول شؤون الناس واحوالهم وكذلك حول العبادات بالاضافة الى المواضيع التي يرتبط موضوعها بالمناسبات التي تخصها كشهر رمضان والحج وكذلك الزكاة والامطار. - من جهته قال مدير فرع وزارة الشؤون الاسلامية بمنطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالرحمن الحازمي : إن مقام الخطيب في المسجد هو مقام الواعظ المرشد لاحكام الدين بالحكمة والموعظة الحسنة وان نقد الجهات المختلفة بمعنى اظهار السلبيات واساءة الظن بالقائمين على الخدمات العامة بهدف التشهير بهم كل ذلك ليس من اداب النصح وليس من الاسلام في شئ بل ان الاسلام يحث على المناصحة في الاخطاء الفردية في خفاء او في الاخطاء العامة بأسلوب مباشر مع جهات الاختصاص لان هذه المناصحة واسلوبها البعيد عن الاثارة والتشويش هو الذي يعين على تدارك الخطأ واصلاحه بل يجعل النفوس تقبل على نصح الخطيب والداعية والناصح ايا كان موقعه ومكانته . واضاف الحازمي ان الخطيب المتجاوز اساليب الشرع الحنيف في النصح والنقد يحاسب على تجاوزه لخروجه عن الاداب الشرعية التي كان يتحلى بها سيد البشر وامام المعلمين وقدوة الخطباء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .