أثار الدكتور أحمد درويش في ندوة صباح أمس “من تجارب الكتّاب” دهشة الحضور بعد أن قدم نموذجاً حياً لكيفية تجارب الكتّاب وأخذ بفلسفته العلمية الحضور الكبير الذي اكتظت بهم قاعة الندوة والحضور الطلابي الرائع من جامعة الطائف إلى خيال أوسع بطرحه الرائع وقدرته على إضفاء رونقاً ثقافياً لآخر الفعاليات التي تقام ضمن مهرجان سوق عكاظ لهذا العام. فقد بدأت الندوة التي أدارها بإقتدار الدكتور علي الحارثي الذي جاء بديلاً للدكتور هاشم عبده هاشم الذي تعرض لوعكة صحية مفاجئة أُدخل على اثرها إحدى المستشفيات الخاصة بجدة، بالدكتور أحمد درويش الذي طالب بتطوير الثقافة العربية التي (كما قال) أن الأمة العربية هي التي باختيارها حطمت اللغة العربية، وليس هذا عداء للغة الأجنبية ولكن يجب أن نحترس من حبنا لثقافة غيرنا وأن لا نكون أعداء للثقافة العربية. وأضاف درويش: هناك أشخاصاً عركتهم الحياة وأكلت أعمارهم وأطرافهم وبددت أذهانهم، ثم عادت وجمعت ذلك لهم، حينما استثمروا تلك الحياة العميقة وأنتجوا واقع آخر مغاير لحياتهم الحقيقية، في مقابل أن يستثمر بذرة صغيرة من حياته أو من حياة الآخرين في إيقاض نسيجه الروائي المتشابك. معتبراً أنه ليس بالضرورة أن تكون حياة الآخرين هي مما سمعه أو خبره من أقربائه، بل أن تكون القراءات الجادة والمتعمقة طريقاً إلى عالم روائي فريد حين يستلهم حادثة تاريخيةً ما ويصنع منها عبر مخيلتها وقراءاته نصاً روائياً جمياً. وألمح درويش إلى أن أول قصيدة قالها كانت على سلم خشبي داخل إحدى المدارس. فيما قال الدكتور موسى الحالوني أنه لم يكن يدرك خطورة إقدامه إلى ترجمة بعض القصائد ووصف بدايته في الترجمة بالحبو على سلم الترجمه الأدبية. وأوضح الحالوني إلى أن الترجمة الأدبية هي فن بحد ذاته، ورفض التحدث بإسهاب عن دموع المترجم العربي ومعاناته بسبب أن الندوة ليست مسلسل مكسيكي أو تركي ولكن سأتحدث يإختصار. وأتهم موسى إحدى القنوات الفضائية الكبرى بتسطيح عقل المشاهد وإظهارها بأن العربي هو إرهابي ومتطرف، وأشار إلى أن هناك تراكماً لغوياً في الذاكرة يأتي عندما يكتب الشاعر، يأتي الخزين من الصور والتراكيب، وأحياناً يبدو هذا الخزين طاغياً وكأنه استمرار لآخرين وليس تميزاً أو إضافة، وهناك العديد من الترجمات الخاطئة التي قد تؤثر بشكل مباشر. وأكد أن الترجمة العربية بحاجه إلى تدقيق وإتقان فالمترجم لا بد من أن يكون له أسطورته ولغته الطالعة، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية كان لها الفضل الكبير في تكريم الدكتورة سلمى الخضراء لعملها الرائع في نقل الأدب العربي إلى أمريكا.