شهدت الفعالية الثقافية الثانية (أمس الأول) وهي ندوة نقدية بعنوان “شعر طرفة بن العبد”، تأخر وقتها لفترة طويلة عن موعدها بسبب رداءة صوت المايكروفونات، مما اضطر مدير الأمسية إلى ان يقدم ضيوفه ثم يتوقف لأن الحضور لم يسمعه وليعاود مرة أخرى بصوت مسموع ليسرد سيرة الضيوف. بعد ذلك ترك المجال للدكتور أنور سويلم (من الأردن) ليتحدث عن الفلسفة الوجودية عند طرفة بن العبد والذي اعتبره من أولئك الذين أثارت نصوصهم ما يمثّل الجانب الجميل الذي كأنه السحر فكثر متداولوها، وقال: كل النصوص لها نكهة خاصة ابتداء بعنترة حيث محور معلقته التحرير والمساواة وقد أُعجب النبي عليه الصلاة والسلام بمعلقة (طرفة). وأضاف: النصوص الجاهلية ليست مرفوضة إسلامية فقد اشتملت على مضامين ذات مبدأ يتوافق بما جاءت به الرسالة. ثم تناول قراءة طه حسين لشعر طرفة حيث يرى أن الناقة في نص طرفة قد أُقحمت إقحاما وربما لم يكن ذلك إلا من أجل قراءة لغة أكثر تكلفاً. من جانبه تناول الدكتور توفيق الزيدي (من تونس) منهجية قراءة النص وانها تمر بمنعرجين أولهما الثورة اللسانية (السياق) وإنها تشهد اهتماما داخليا وخارجيا في تعديل الكثير من الصور، بينما المنعرج الثاني تحويل الدراسات خارج النص. بدوره تحدث الدكتور ظافر الشهري (من السعودية) عن “طرفة بين مأساة الطفولة ونرجسية الشباب”، وتناول الشهري الدراسات التي تناولت شعر طرفة وقال ان هناك ثلاثة محاور في شعر طرفة محور مباشر يرتبط بالطفولة وما مر فيها من ظلم وذلك النسيج الطري المشرق بالمدح الذي نسجه على عشيرته لكي يستدرجهم إلى حيث موقفه والمحور الاستدلالي الثاني لسيرة طرفة هو عقلي بينما المحور الثالث الخفي هو تلك الحياة الغامضة التي عاشها هذا الفتى غريبا في فكره وفي مبادئه وأشد غرابة وألما في عشيرته.