الكل بات متذمرًا ومستاءً.. ومعظم هذا الكل لديه اليوم من الشجاعة القدر الكافي ليقول ما لديه بملء فيه.. ذهب زمان الخوف والصمت، وولّى، وها نحن اليوم نعيش عصر الشفافية. معالي وزير الصحة طبت وطاب نهارك ومساؤك، وكل أيامك أمّا بعد: فقد أصاب القوم هم كبير، وحلّ بهم حزن عظيم، فإن شئت جئتك من مدينة أحد المسارحة بنبأ يقين، وإن شئت صمتًا فلك مني ما تريد، ولا أظنك كذلك. ووالله ما أراك إلاّ صادقًا طاهرًا، وخير ممثل لسياسة ملك البلاد حفظه الله ورعاه. معالي الوزير كم فرحنا بك ولك، يوم اعتليت عرش الصحة، فكنت لها الوزير والأمير.. ولا أظن ما نعاني منه إن وصل لسمعك سيرضيك. معالي الوزير قد مسّنا الضر، والكل بات يهاجر لا يهمه إلى أين يذهب، كل ما يهمه أنه سيخرج من دار الظلم والمحسوبية والاستعداء، فالخارج مولود، وأمّا الداخل فقد كبّرنا عليه أربعًا. هنا في أرجاء مدينتي لم نعد نجد البيئة الصحية الصالحة للعمل ونحن أبناء الصحة. لقد تقهقرت النفسيات، وتعبت الأجساد، ويئست الأرواح، وبُحّت الحلوق، وجفّت الصحف، ونمت الطحالب، وبنت الطيور أعشاشها، والعناكب بيوتها، وتكاثر الذباب والبعوض، وأصبحت الأرض مرتعًا للبكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات. فما نحن فاعلون؟! محسن موسى طوهري - جازان